في سابقة محلية وعربية، اختيرت المغربية نوال خليفة في رئاسة نادي الفتح الرباطي لكرة القدم، لتصبح بذلك أول مرأة عربية تتقلد ذلك المنصب. اختيار يفسره النادي بكفاءة السيدة في إدارة المناصب التي تقلدتها داخله، كما رحبت الجماهير والرأي العام المغربي بهذا الاختيار الذي نظر إليه بعين تعزيز المساواة بين المرأة والرجل في البلاد.
امرأة على رأس الفتح الرباطي
كان ذلك الأربعاء، 11 أغسطس/آب، حين أعلن المكتب المديري لاتحاد الفتح الرياضي، عن قرار تعيين نوال خليفة رئيسة منتدبة لفرع كرة القدم الممارس في القسم الأول للبطولة الاحترافية المغربية. وقال المكتب في بلاغه بأن اختيار إسم نوال خليفة يأتي "لإعطاء دفعة جديدة لهذا الفرع من خلال تفعيل أوراش كبرى للموسم المقبل والسنوات المقبلة أيضاً”.
وأضاف البلاغ ذاته الذي تداولته وسائل إعلام مغربية، أن "المهمة الرئيسية لنوال خليفة ستتمثل في رفع المستوى التنظيمي وتنافسية النادي من خلال سياسة تعاقدات معقلنة وتكوين فعال". كما ختم بلفت الانتباه إلى كونها "سابقة في تاريخ البطولة الاحترافية للقسم الأول، إذ هي المرة الأولى في المغرب التي يجري فيها تعيين امرأة رئيسة لفريق لكرة القدم”.
لقي التعيين استحسان الأوساط الكروية المغربية، حيث علَّق سعيد الناصري، رئيس فريق الوداد الرياضي المنافس للفتح داخل البطولة ذاتها، بأنه "دليل على أن إدارة الفريق لها وعي بمنطق المساواة بين الرجل والمرأة والمناصفة بينهما"، كما أنه اختيار قد "يشجع المرأة المغربية لخوض التحدي، والعمل على تحسين جودة الكرة الوطنية وتشريفها".
وكتب اللاعب الدولي المغربي السابق والمدرب عبد السلام وادو على صفحته الرسمية بالفيسبوك معتبراً بأن الأمر "خطوة صغيرة إلى الأمام في نجاحات المرأة المغربية لكنها كبيرة بالنسبة لكرة القدم المغربية". متمنياً أن "يتزايد عدد النساء في إدارة نوادي الكرة المغربية للإدارة الجيدة والحرص على الشفافية التي يتصفن بها".
مَن نوال خليفة؟
المنصب الجديد الذي تقلدته نوال خليفة سيمثل لها تحدياً جديداً لخبرة راكمتها لسنوات في التسيير والإدارة المالية للفريق نفسه، حيث شغلت منصب نائبة أمين المال فيه منذ سنة 2008. كما مثلت فريق الفتح الرباطي في المكتب الجامعي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ما بين سنة 2009 و2014.
وهي الحاصلة على دبلوم الدراسات العليا في الإدارة من "المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات" بالمغرب، كما حازت شهادة ماجستير من جامعة كامبردج البريطانية. انتقلت بعد ذلك المسار الأكاديمي الحافل إلى عالم الوظيفة، إذ شغلت مناصب رفيعة في "المكتب الوطني للماء الصالح للشرب" المغربي، سواء في قسم الإدارة المالية أو الموارد البشرية.
سنة 2014 توجت نوال خليفة بجائزة البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية من فئة "الإنجازات الاستثنائية في الصناعة"، على هامش الدورة الـ23 للجمعيات السنوية المنعقدة بفارسوفيا، وكانت آنذاك المرأة الوحيدة على الصعيدين الإفريقي والعربي التي منحت تلك الجائزة. هذا وتزامن تعيينها على رأس فريق الفتح الرباطي مع تطبيق قرار تحويل أندية كرة القدم المغربية من جمعيات إلى شركات رياضية، الأمر الذي يضعها أمام جدول أعمال حافل وتحديات كبيرة تواجهها.