في 11 مارس/آذار، توصل فريق أركيولوجي مشترك بين كلية علوم عين الشق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ومتحف علم الحفريات التابع لجامعة ميشيغان بالولايات المتحدة وقسم الحفريات بالمملكة العربية السعودية، إلى العثور على مستحاثة نادرة لحيوان "بقرة البحر" بمنطقة الداخلة جنوب المغرب.
ويقدر عمر هذه المستحاثة، بحسب نتائج الدراسة التي نشرها فريق البحث، بـ44 مليون سنة، وتتعلق بنوع جديد من ذلك الحيوان الذي ينتمي إلى مجموعة "السيرينيات" وهي ثدييات بحرية عاشبة. وأطلق العلماء على ذلك النوع اسم "داخلاسيرين ماروكونسيس"، نسبة إلى مكان العثور عليها بمدينة الداخلة في المغرب.
وحسب فريق البحث فإن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على عملية تطور هذه الكائنات الفريدة. كما تفك لغز انتقالها من البر واستقرارها في المياه خلال حقبة الإيوسين قبل 56 إلى 33 مليون سنة.
فيما ليست هي المرة الأولى التي يجري فيها اكتشاف مستحاثات نادرة بالمغرب، بل تزخر أراضيها بعدد كبير منها، ما يدفع علماء إلى تلقيبه بـ"جنة الديناصورات".
جنَّة الديناصورات
سنة 2020، نشر فريق من الباحثين الدوليين على مجلة "Zoo Keys" العالمية للعلوم، دراسة تفيد بأن المغرب كان قبل 100 مليون سنة يضم أحد أكثر المناطق امتلاءً بأشكال متنوعة من الديناصورات. ويتعلق الأمر بمنطقة "كمكم" بإقليم أرفود جنوب شرق المملكة.
واستدل الباحثون في تلك الدراسة بعدد الحفريات التي عُثر عليها في المنطقة المذكورة، وبنيتها الجيولوجية التي تدل على وجود نهر كبير وغابات كثيفة، ما خلص بهم إلى أن المنطقة كانت بمثابة منتجع ضخم لهذه الحيوانات البائدة، حيث عاش هناك عدد كبير منها وبكل أنواعها؛ المائية والبرية والطائرة.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا المكان، كان مليئاً بالأسماك الضخمة التي كانت تتغذى عليها الديناصورات، وقد عُثر على بعض الحفريات التي تعود إلى أنواع مختلفة من الأسماك المفترسة التي كانت توجد في تلك الحقبة الزمنية.
"سبينوصورس" استثنائي
في 23 مارس/آذار الماضي، أعلن فريق من الباحثين من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وجامعة بورتسموث في إنجلترا ومتحف التاريخ الطبيعي في إيطاليا وجامعة ديترويت ميرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، عن اكتشاف جمجمة ديناصور "سبينوصونرس" عاش في منطقة "كمكم" قبل 100 مليون سنة، أي في العصر الطباشيري.
وحسب فريق الباحثين فإن هذا الاكتشاف يعد "استثنائياً وفريداً من نوعه" لكونها المرة الأولى التي يعثر فيها على ديناصور من هذا النوع يعيش في المياه. وأظهرت الأبحاث على هذه المستحاثة بأن ذلك الحيوان المنقرض كان يتمتع بكثافة عظام عالية، ما يدل على قدرته الكبيرة على الغطس والصيد في أعماق المياه، على خلاف مستحاثات أخرى للحيوان نفسه عُثر عليها في مناطق متفرقة من العالم.
أقدم "أنكيلوصورس"
في ديسمبر/ كانون الأول 2021، نشرت مجلة "نيتشر" العلمية دراسة أعلنت فيها اكتشاف أقدم مستحاثة لديناصور "أنكيلوصوروس" في المغرب. وتقول هذه الدراسة بأن عمر المستحاثة التي عثر عليها يعود إلى ما بين 167 و163 مليون سنة.
ويتميز ذلك النوع الجديد من الـ "أنكيلوصورس" الذي عُثر عليه في المغرب بوجود "أشواك" على ظهره كبقية بني جنسه، إلا أنه يختلف عنهم اختلافاً جذرياً، فتلك "الأشواك" تتصل مباشرةً بعظامه، وهي ميزة لا تتوافر في جميع "الأنكيلوصورات" الأخرى، التي فيها تتصل "الأشواك" بالجلد ولا تنبت من العظام.