خلال المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023، ناقش الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" ساتيا ناديلا، الاثنين، توسيع الشركة من خلال ضخ استثمار بالمليارات من أجل الوصول إلى أدوات OpenAI والقدرات المتزايدة لمنتجاتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مما يعزز. بشكل كبير، علاقته مع الشركة الناشئة التي تقف وراء تطبيق ChatGPT حيث يتطلع عملاق البرمجيات إلى توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في منتجاته، وفقاً لما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال.
وأفادت الصحيفة أن شركة OpenAI تجري محادثات هذا الشهر لبيع الأسهم الحالية في عرض مناقصة من شأنه أن يقدر قيمة الشركة بنحو 29 مليار دولار، مما يجعلها واحدة من أكثر الشركات الناشئة قيمة على الورق في الولايات المتحدة على الرغم من توليدها القليل من الإيرادات.
وعلى صعيد متصل، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأحد إنها طلبت شركة Alphabet مالكة "غوغل" المساعدة من المؤسسَين لاري بيدج وسيرجي برين، بعد استشعارها خطورة خسارة عرشها في عالم محركات البحث، وذلك عقب إتاحة خدمات ChatGPT الذي اكتسب زخماً واسعاً منذ إطلاقه في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ما ChatGPT؟ وما قدراته؟
ChatGPT - أو Chat Generative Pre-Trained Transformer - عبارة عن روبوت محادثة يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي جرى إطلاقه بواسطة شركة OpenAI، وهي شركة أبحاث ونشر الذكاء الاصطناعي مقرها سان فرانسيسكو، ومن بين داعميها شركة مايكروسوفت وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك، الذي سبق وأن وصفه بأنه "جيد بشكل مخيف".
ويمتلك ChatGPT القدرة على محاورة المستخدم والإجابة بشكل مفصل وسريع على الأسئلة التي تطرح عليه من خلال استخدام وتحليل كميات هائلة من البيانات والمعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت حتى عام 2021. كما يتذكر كل ما طُرح عليه خلال الحوار الذي يجري وكأنه يدور بين شخصين.
وإلى جانب كونه نموذجاً لغوياً يمكنه إنشاء نص واقعي يشبه الإنسان، ويستخدم ChatGPT في الترجمة وتلخيص أجزاء كبيرة من النصوص. ويمكنه أيضاً إنشاء ردود نصية حول أي موضوع عند الطلب منه، مما يجعله مفيداً كروبوت دردشة لخدمة العملاء. وكذلك يسمح للمستخدم بتصحيحه إذا ما أخطأ، ويعتذر عن تلك الأخطاء.
يمكن أيضاً استخدام ChatGPT لأغراض إبداعية مثل كتابة الأغاني والشعر، ويجري استخدامه أيضاً للإخراج الأساسي مثل الكتابة والرد على رسائل البريد الإلكتروني.
ثورة الذكاء الاصطناعي
بات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة يشكل مستقبل البشرية في كل صناعة تقريباً، وذلك بعد أن أصبح بالفعل المحرك الرئيسي للتقنيات الناشئة مثل البيانات الضخمة والروبوتات وإنترنت الأشياء. ويعتقد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي (AI) سوف ينفذ أولاً أتمتة المهام الخدماتية مثل القيادة وتوصيل البقالة وما شابه ذلك.
ومن السيارات بدون سائق إلى التشغيل الآلي الصوتي في المنازل، تطور الذكاء الاصطناعي بسرعة ولم يعد مجرد مفهوم من أفلام وكتب الخيال العلمي. ونظراً إلى إمكانياتها غير المحدودة، سيصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا ليصل إلى مستوى الآلات فائقة الذكاء التي تتجاوز الكفاءات الفكرية البشرية.
ووفقاً لبحث أجراه علماء في جامعة أكسفورد، سيكون الذكاء الاصطناعي أفضل من البشر في ترجمة اللغات بحلول عام 2024، كتابة المقالات بحلول عام 2026، وبيع السلع بحلول عام 2031 ، وكتابة كتاب الأكثر مبيعاً بحلول عام 2049، بالإضافة إلى إجراء العمليات الجراحية بحلول عام 2053.
ما التطورات الرئيسية للذكاء الاصطناعي في عام 2022؟
في عام 2022، قُدم لنا العديد من التطورات المذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI). فيما يعتقد البعض أن هذه التطورات تدفع حدود ما لدينا الآن (ذكاء اصطناعي ضيق) نحو قمة الذكاء الاصطناعي العام (آلة يمكن أن تحاكي قدرات البشر على التفكير وحل المشكلات ولكن بشكل أسرع وأكثر دقة)، حسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
فقبل إتاحة ChatGPT للمستخدمين من أجل تجربته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطلقت شركة OpenAI في الخريف Dall-E 2، وهو مشروع يسمح للمستخدمين بإنشاء أعمال فنية من خلال محادثات نصية.
وبينما أنشأت شركة تطوير الذكاء الاصطناعي DeepMind، التابعة لشركة Alphabet، خوارزمية ترميز يطلق عليها AlphaCode، والتي من شأنها أن تقلل من عدد البشر اللازمين للتشفير بشكل كبير في المستقبل، فإن وصول Gato يعد بمثابة الطفرة في مجال الذكاء الاصطناعي القادر على تنفيذ مهام متعددة. وبينما تقوم الخوارزميات القوية حالياً بعمل شيء أو شيئين بشكل جيد للغاية، يمكن لـ Gato فعل الكثير. يتضمن ذلك تشغيل Atari وتمليك الصور والدردشة مع المستخدمين وتكديس الكتل باستخدام ذراع آلية والمزيد.
وتجدر الإشارة إلى أن "غوغل" تمتلك تقنية chatbot الخاصة بها، والمعروفة باسم LaMDA، والتي اكتسبت إشعاراً العام الماضي عندما ادعى أحد مهندسي الشركة أن الروبوت كان واعياً، وهو ادعاء رفضته "غوغل" وخبراء خارجيون.