وانطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أعمال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لدعم الشعب السوداني، على هامش الدورة السادسة والأربعين للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، التي بدأت الأربعاء.
وجمع المؤتمر قادة ومسؤولين بارزين من جميع أنحاء العالم، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، والأمين العام للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيغاد" ورقنيه جيبيهو، والرئيس الكيني ويليام روتو، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ووزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي شخبوط بن نهيان.
وفي كلمته، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الأطراف المتصارعة في السودان، إلى "وقف فوري للحرب دون شروط"، كما حث المتنازعين على الجلوس للتفاوض من خلال عملية "سلمية سودانية شاملة".
بدوره، شدد رئيس الوزراء الإثيوبي في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، على ضرورة اتخاذ "خطوات فعلية" تجاه الأزمة في السودان، لا سيما مع قرب حلول شهر رمضان المبارك بعد أسبوعين
وقال: "في شهر رمضان، نحتاج إلى تحرك عاجل ومطلوب، ليس فقط بالكلام بل بالعمل على تقليل المعاناة في السودان".
وأوضح أن الصراع في السودان "فاقم معاناة الشعب السوداني"، وأسفر عن موجات نزوح ودمار كبيرة.
ودعا آبي أحمد المجتمع الدولي إلى "التضامن" لتلبية احتياجات الشعب السودان وضمان إمداده بالرعاية الصحية الأساسية، بينها العلاج واللقاحات والمياه النظيفة.
في السياق، تعهَّد آبي أحمد بتقديم بلاده 15 مليون دولار أمريكي من المساعدات الإنسانية للسودان، في إطار المساهمة في الدعم الدولي المتزايد للبلاد وسط أزمتها المستمرة.
من جانبه، أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي شخبوط بن نهيان، لدى مشاركته في المؤتمر، أن بلاده ستقدم 200 مليون دولار مساعدات للسودان.
من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال مشاركته في المؤتمر، أن الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة الوطنية والدولية ستطلق الأسبوع المقبل خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في السودان لعام 2025، وخطة الاستجابة للاجئين في السودان للعام ذاته.
وكشف عن أن هذه الخطط مجتمعةً "تتطلب 6 مليارات دولار لدعم نحو 21 مليون شخص داخل السودان، وما يصل إلى 5 ملايين آخرين معظمهم من اللاجئين في البلدان المجاورة".
ووصف غوتيريش، خلال كلمته، الأوضاع في السودان بأنها "أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الإفريقية".
وأبرز أهمية التصدي لأي دعم خارجي يصل إلى الأطراف المتحاربة في السودان، قائلاً: "يجب حماية المدنيين، بمن في ذلك العاملون في المجال الإنساني، كما يجب أن يتوقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة".
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع (شبه العسكرية) منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فيما قدَّر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.