الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس لاتفيا إيغيلز ليفيتس والرئيسة السلوفاكية زوزانا كابوتوفا والرئيس البولندي أندريه دودا / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء في وارسو تسعة من قادة أوروبا الشرقية والوسطى بحضور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ليؤكد دعم واشنطن "الراسخ" لهم حيال موسكو التي توطد شراكتها الاستراتيجية مع بكين.

وتأتي زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني وانغ يي إلى موسكو الأربعاء بعد أن أعربت واشنطن والأطلسي عن قلقهما من أن تستعد الصين لتزويد روسيا بالأسلحة لمواصلة حربها في أوكرانيا.

وأوضح البيت الأبيض في بيان أن بايدن "سيلتقي في وارسو قادة بوخارست 9 (بي 9) وهي مجموعة من أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) تقع على جناحه الشرقي بحضور الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ لإعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة الراسخ لأمن الحلف".

ويهدف الاجتماع الذي يعقد في القصر الرئاسي في وارسو إلى طمأنة هذه الدول التسع وهي بلغاريا وتشيكيا وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وكلها جمهوريات سوفيتية سابقة أو أعضاء في حلف وارسو وتقع على الجناح الشرقي للناتو.

ويأتي الاجتماع غداة تصريح شديد اللهجة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد فيه بمواصلة الهجوم الذي شنه قبل سنة تقريباً على أوكرانيا "بشكل منهجي" وأعلن تعليق روسيا لمعاهدة "نيو ستارت" الروسية-الأمريكية حول نزع السلاح النووي، مذكراً بأحلك مراحل الحرب الباردة.

وأكد بوتين أن الغرب يريد "إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، أي القضاء علينا نهائياً"، محملاً واشنطن وحلفاءها الأوروبيين "مسؤولية تأجيج النزاع الأوكراني و(سقوط) ضحاياه".

ورد بايدن في اليوم ذاته في خطاب ألقاه في وارسو بأن "الغرب لا يتآمر لمهاجمة روسيا كما قال بوتين" و"ملايين المواطنين الروس جل ما يريدون هو العيش بسلام مع جيرانهم، ليسوا العدو".

"الناتو لن ينقسم"

لكن جو بايدن أكد غداة زيارة مفاجئة إلى كييف الاثنين وعد خلالها مرة أخرى بمد أوكرانيا بالأسلحة، أن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا "لن يضعف".

وأضاف أن "أوكرانيا لن تكون أبداً انتصاراً لروسيا... أبداً (...) أوكرانيا تبقى حرة"، مشدداً على "إرادة أمريكا الحديدية".

وأوضح بادين "أن حلف شمال الأطلسي لن ينقسم ولن نتعب".

واتهمت واشنطن الصين هذا الأسبوع بالسعي لإمداد روسيا بالأسلحة لدعم هجومها في أوكرانيا، وهو ما تنفيه بكين.

أعلن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن تسليم الصين أسلحة لموسكو "خط أحمر" للاتحاد الأوروبي. وأكد أن الدول الأعضاء في الكتلة ستعتمد على مخزوناتها لتسريع توريد الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا.

حالة ترقب حول خطة سلام صينية

في موسكو استقبل بوتين كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانغ يي الأربعاء في الكرملين بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

رأى فلاديمير بوتين أن العلاقات الروسية-الصينية "تساهم في استقرار الوضع الدولي" في ضوء حالة الترقب لخطة سلام صينية لأوكرانيا يفترض أن تُعلن هذا الأسبوع.

وعدت الصين بنشر اقتراحها بشأن "الحل السياسي" هذا الأسبوع بمناسبة الذكرى الأولى لشن الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

من جانبه أعرب وانغ يي عن رغبة بكين في "تعزيز الشراكة الاستراتيجية... والتعاون الشامل" مع موسكو حسب تصريحاته المترجمة إلى الروسية.

كما أعلن فلاديمير بوتين الأربعاء أن روسيا تحارب في أوكرانيا من أجل "أراضيها التاريخية" أمام آلاف الروس الذين تجمعوا في موسكو لحضور حفل موسيقي كبير.

لكن خطاب بوتين كان له وقع كبير، خصوصاً أنه أعلن تعليق مشاركة موسكو في آخر معاهدة لمراقبة الأسلحة بين أكبر دولتين نوويتين في العالم، روسيا والولايات المتحدة، وهدّد بإجراء تجارب نووية جديدة إذا فعلت واشنطن ذلك أولاً.

وخفّفت وزارة الخارجية الروسية من حدة هذا الإعلان مؤكدة في بيان قالت فيه: "تعتزم روسيا التزام نهج مسؤول وستواصل الامتثال الصارم للقيود الكمية المفروضة على الأسلحة الهجومية الاستراتيجية المنصوص عليها في المعاهدة".

ويعدّ هذا النص الذي وُقع في 2010 آخر اتفاق ثنائي من نوعه يلزم القوتين. وكانت روسيا أعلنت في بداية أغسطس/آب تعليق عمليات التفتيش الأمريكية المخطّط لها في مواقعها العسكرية في إطار الاتفاق، مؤكدة أنّ هذه الخطوة جاءت رداً على العراقيل الأمريكية أمام عمليات التفتيش الروسية في الولايات المتحدة.

ودعا بوتين القوات الروسية إلى أن تكون "في حالة جاهزية لإجراء تجارب على أسلحة نووية" إذا أقدمت الولايات المتحدة عليها أولاً.

من جهته حث رئيس جماعة فاغنر الروسية العسكرية الأربعاء الروس على الضغط على الجيش لتزويد رجاله بالذخيرة، وهي دعوة غير مسبوقة توضح مدى التوتر بين المرتزقة وهيئة الأركان العامة الروسية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً