أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش مساء الاثنين وضع الجيش في حالة تأهّب قصوى إثر التوتّرات في كوسوفو التي ترفض بلغراد الاعتراف باستقلالها.
ومساء الاثنين قال وزير الدفاع الصربي ميلوس فوسيفيتش في بيانٍ إن "رئيس صربيا أمر الجيش الصربي بأن يكون على أعلى مستوى من التأهّب القتالي، أي على مستوى الجاهزية لاستخدام القوة المسلحة".
وكان رئيس الأركان الصربي الجنرال ميلان مويسيلوفيتش أعلن الأحد أنّ الرئيس أمره بالتوجّه إلى المنطقة الحدودية مع كوسوفو.
وقال الجنرال مويسيلوفيتش لقناة "بينك" التلفزيونية مساء الأحد فيما كان في طريقه إلى بلدة راسكا التي تبعد 10 كيلومترات عن الحدود مع كوسوفو إنّ "الوضع هناك صعب ومعقّد".
وأضاف أنّ "المهامّ التي أوكلت إلى الجيش الصربي دقيقة وواضحة وسيجرى تنفيذها بالكامل".
وشدّد رئيس الأركان على ضرورة أن يكون "الجيش الصربي على طول الخط الإداري"، المصطلح الذي تستخدمه السلطات الصربية للإشارة إلى خط الحدود مع كوسوفو.
تحت إمرة الجيش
من جهتها قالت وزارة الداخلية الصربية مساء الاثنين إنّ "كل الوحدات" التابعة لقوى الأمن الداخلي "ستوضع على الفور تحت إمرة رئيس الأركان العامة".
وفي بيان أصدرته الاثنين، قالت وزارة الدفاع الصربية إنّ رئيس الجمهورية أمر بزيادة عدد العسكريين الصرب المنتشرين على طول الحدود من 1500 عسكري حالياً إلى خمسة آلاف.
ومنذ 10 ديسمبر/كانون الأول يغلق مئات من صرب كوسوفو طرقاً رئيسية في المناطق الشمالية احتجاجاً على اعتقال شرطي صربي سابق، في تحرّك شلّ حركة المرور إلى معبرين حدوديين مع صربيا.
وقبيل توجّه رئيس الأركان الصربي مويسيلوفيتش إلى المنطقة الحدودية، بثّ عديد من وسائل الإعلام الصربية مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أمكن سماع إطلاق نار فيه.
وأفادت وسائل الإعلام الصربية بأن "اشتباكاً" وقع مساء الأحد عندما حاولت القوات الكوسوفية إزالة حاجز لفتح طريق.
لكنّ شرطة كوسوفو نفت في منشور على فيسبوك ضلوع قواتها في أي اشتباك مسلّح.
"كفور" تحقّق
من جهته أكّد وزير داخلية كوسوفو هلال سفيكلا أنّ دورية لمهمة حفظ السلام في كوسوفو "كفور" التي تعمل تحت قيادة الناتو تعرّضت لهجوم مسلّح.
"كفور" بدورها قالت إنّها فتحت تحقيقاً في "حادثة إطلاق نار غير مباشر وقعت في 25 ديسمبر الجاري بالقرب من دورية تابعة لكفور-الناتو" وانخرط فيها عدد غير معروف من المسلحين.
وأضافت "كفور" في بيان: "لم تقع إصابات أو أضرار مادية ونحن نعمل على التثبّت من كلّ الوقائع".
وتصاعد التوتر بين الجارتَين صربيا وكسوفو، عقب محاولة حكومة بريشتينا مطالبة صرب كوسوفو باستبدال لوحات السيارات القديمة القادمة من صربيا المجاورة بلوحات من إصدار كوسوفو.
وأدى القرار إلى انسحاب الصرب في كوسوفو من جميع المؤسسات المركزية والمحلية، ولكن في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي جرى التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع.
ولاحقاً ألقت السلطات الكوسوفية القبض على شرطي سابق يشتبه بضلوعه في هجمات ضد ضباط شرطة من أصل ألباني، ما أثار غضب الصرب الذين لجؤوا إلى قطع الطرق.