فيما يستمر التصعيد الميداني بين القوات الأذربيجانية والأرمينية بإقليم قره باغ المحتل من قِبل أرمينيا، توالت الاتهامات ليريفان بالاستعانة بجنود أجانب من دول مختلفة كمرتزقة، ومقاتلين من تنظيمات إرهابية على رأسها PKK/YPG المتورط في أنشطة معادية لتركيا.
مرتزقة سوريون ولبنانيون
قبل نحو أسبوع، اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية أرمينيا بالاستعانة بمرتزقة سوريين يقاتلون في صفوفها، خلال الاشتباكات الدائرة على جبهة إقليم قره باغ"، لافتة إلى أنه عُثِر على مرتزقة سوريين من أصول أرمينية، بين جثث القوات الأرمينية على الجبهة، وفقاً لما أفاد به الناطق باسم الوزارة أنار أيوازوف.
وصرّح أيوازوف بأن الجانب الأرميني يخفي خسائره، وأن أرمينيا تعتم على هذه المعلومات أمام شعبها والمجتمع الدولي أيضاً.
بالتزامن مع تلك الاتهامات، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر فيه مواطن لبناني يتحدث عن انضمامه إلى صفوف الجيش الأرميني، ويفاخر بذلك موجّهاً تحية "إلى الرفاق في بيروت".
يونانيون وجنسيات أخرى
ولم تقتصر الاتهامات على جلب مرتزقة من الشرق الأوسط، إذ أفاد نائب الرئيس الأذربيجاني حكمت حاجييف الجمعة، بأن بلاده حصلت على معلومات تشير إلى عزم أرمينيا استقدام مواطنين يونانيين من أصل أرميني للقتال ضد أذربيجان.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة باكو، أضاف حاجييف: "وصلتنا أنباء من بعض الدول الغربية تفيد بأن أشخاصاً من أصل أرميني سيأتون للقتال ضد أذربيجان كمحاربين ومرتزقة".
ودعا حاجييف في هذا الإطار البلدان الأوروبية المعنية إلى الابتعاد عن استفزازات من هذا القبيل واتخاذ الإجراءات المناسبة لمنعها، كما حذّر من أنه في حال مشاركة مواطني هذه الدول في القتال ضد أذربيجان، فإنهم سيكونون هدفاً للجيش الأذربيجاني.
في السياق نفسه، قال راديو فرنسا الدولي (RFI) إن "نحو 30 متطوعاً من سوريا ولبنان وأمريكا اللاتينية، توجّهوا إلى أرمينيا للانخراط في القتال"، ناقلاً عن أحدهم قوله: "يجب التصدي لهم (في إشارة إلى القوات الأذربيجانية)، فإن لم تضربهم بقوة فسيضربونك هم".
على الرغم من كل ذلك، لم تتوقف أرمينيا عن ادعاء أن أذربيجان هي من تجلب المرتزقة، مستعينة في ذلك بأنقرة، وهي ادعاءات نفاها بشدة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، مؤكداً: "هذه أخبار أخرى كاذبة، لا يوجد مقاتلون من سوريا، هذه إشاعات أرمينية".
في هذا الصدد، نشرت منصة مسبار المعنية بتفنيد الأخبار الكاذبة، مقطع فيديو يُدّعى أنه يُظهِر مقاتلين سوريين تنقلهم أنقرة إلى أذربيجان، للانخراط في القتال إلى جانبها، موضحة أن المقطع المنتشر قديم يعود إلى العام الماضي عندما أطلق الجيش التركي والجيش الوطني السوري عملية نبع السلام، لتطهير الشمال السوري من التنظيمات الإرهابية المتمركزة فيه.
إرهابيون أيضاً
نقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية لم تُسمها، أن أرمينيا لم تستعن بالمرتزقة فحسب، بل استعانت أيضاً بمقاتلي تنظيم PKK/YPG الإرهابي، في استهداف المدنيين على الجانب الأذربيجاني.
وحسب المصادر ذاتها، توصّلت أرمينيا إلى اتفاق مع PKK المنخرط في أنشطة معادية للدولة التركية في يوليو/تموز الماضي، بما يتضمن نقل قرابة 300 مقاتل من التنظيم الإرهابي في حافلات إلى أرمينيا، ومنها إلى إقليم قره باغ.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيات التنظيم الإرهابي ساعدت في تدريب القوات الأرمينية في قره باغ، حيث تلقت تدريبات على استهداف السكان المدنيين.
وردّاً على ذلك، حذّرت وزارة الدفاع التركية إرهابيي PKK/YPG المتعاونين مع "الإرهابيين الأرمينيين"، في قتل المدنيين الأذربيجانيين الأبرياء، من حتمية هزيمتهم في حال عدم مغادرتهم للمنطقة، وفقاً لتصريحات مسؤولة العلاقات الإعلامية في الوزارة شبنم آقطوب.
من جهته طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أقار أرمينيا "بترك الأراضي الأذربيجانية التي تحتلها وإنهاء تحالفها مع التنظيمات الإرهابية وسحب الإرهابيين والمرتزقة من المنطقة".
ومنذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي، تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دماراً كبيراً بالبنية التحتية المدنية، حسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.
وردّاً على الاعتداءات الأرمينية، نفّذ الجيش الأذربيجاني هجوماً مضاداً، تمكَّن خلاله من تحرير قرى عديدة في مناطق فضولي وجبرائيل وترتر من الاحتلال الأرميني، حسب ما أعلنته باكو.