أردوغان خلال لقائه الصحفيين في البيت التركي بنيويورك ضمن زيارته للولايات المتحدة / صورة: AA (AA)
تابعنا

وأضاف أردوغان أن هذا خيانة لذكريات الأطفال والأمهات والآباء وموظفي الأمم المتحدة والصحفيين وغيرهم ممن قُتلوا بوحشية.

ولفت إلى أن تركيا دعت وما تزال تدعو الجميع إلى الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ، لأن النظام الذي لا يستطيع التمييز بين المظلوم والظالم، والقاتل والضحية، ولا يستطيع أن يمنح كلاً منهما المعاملة التي يستحقها، هو على وشك الاضمحلال.

وأكد الرئيس التركي أن إسرائيل دولة لا تحترم قرارات الأمم المتحدة وانتهكت مبادئها مرات عديدة، داعياً الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تعامل القاتل بما يستحقه، لأن هذا الوضع المخزي سيصبح علامة سوداء في تاريخها.

ولفت إلى أن الأمم المتحدة في وضع لا يمكنها معه الوفاء بمهمتها المتمثلة في منع الحروب ولا يمكنها أن تجعل أحداً يستمع، ولا يمكنها حتى حماية مسؤوليها ولا يمكنها تحميل إسرائيل المسؤولية عن قتلهم.

وبيّن أنه "في النظام الحالي لمجلس الأمن، يستطيع الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يفعلوا ما يريدون بلا رحمة. الأعضاء المؤقتون لا وظيفة لهم على أي حال".

وتابع متسائلاً: "من أين جاء الأعضاء الدائمون؟ آسيا، أوروبا، أمريكا.. من ناحية دينية، عدد الدول الإسلامية في العالم واضح، لكن لا دولة إسلامية واحدة بين الأعضاء الدائمين. والآن تريد إفريقيا العضوية الدائمة. فهل لإفريقيا مكان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؟ ونحن أيضاً نريد أن نكون عضواً دائماً فلماذا لا يوجد مكان لنا؟ سنواصل مطلبنا المشروع".

وحول الأوضاع في لبنان، تطرق أردوغان إلى الوضع الإنساني الذي يعيشه الشعب اللبناني، وقال: "نحن نتحدث عن لبنان الذي يبلغ عدد سكانه 6 ملايين نسمة. أين وكيف سيهرب هؤلاء الناس؟ كيف سيبقون على قيد الحياة؟ أملنا أن يتغلب لبنان على هذه الصدمة والأحداث في أسرع وقت ممكن".

وتابع: "إسرائيل لديها حلم، ويبدو أنها مستعدة لتحويل حياة الناس في منطقتنا إلى كابوس من أجل تحقيق هذا الحلم. هتلر أيضاً كان لديه حلم في وقت من الأوقات، وتسبب في كوابيس لشعوب مختلف الأمم. كما يفعل نتنياهو اليوم".

وذكر أنه "خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أكدت بوضوح أن النظام والمؤسسات الدولية الحالية، وتحديداً تجاه ما يجري في غزة، تفشل في واجباتها الأساسية. وأشرت إلى أنه من الممكن للإنسانية أن تعيش في عالم أكثر عدلاً يستمع لأصوات المضطهدين".

واستطرد: "طالبت في كل لقاءاتي الثنائية بضرورة زيادة المساعدات لفلسطين قبل اقتراب فصل الشتاء، وضرورة التعاون من أجل ذلك وتكثيف الضغوط على إسرائيل".

وأكمل: "ما دام العالم ظل صامتاً تجاه ما يجري في فلسطين ولبنان وما دامت الدول الغربية تقدم الدعم بالسلاح للحكومة الإسرائيلية، فإن هذه المجازر ستستمر للأسف".

على صعيد آخر، تحدث أردوغان عن الحرب الروسية-الأوكرانية، مبدياً استعداد أنقرة للمشاركة في مؤتمر حول السلام في أوكرانيا، وقال: "وزير الخارجية هاكان فيدان واستخباراتنا سيتابعان العمل في هذا الإطار، ونأمل (تركيا) أن نكون في مكان ما في هذه العملية لإحلال السلام بالمنطقة".

وحول العلاقات مع حلف شمال الأطلسي، قال أردوغان إن "تركيا حليف موثوق به داخل حلف شمال الأطلسي، ويدرك التزاماته ومسؤولياته ويفي بها على أكمل وجه. نحن نرى أن أوروبا تعرف مدى أهمية تركيا لحلف شمال الأطلسي، لكنها تتجاهل ذلك من وقت لآخر".

وبخصوص العلاقات مع واشنطن، قال الرئيس التركي "واجهنا مع الولايات المتحدة مسألة طائرات إف-35 في عهد دونالد ترمب، واستمر الأمر بعد ذلك (مع الرئيس بايدن)،كلهم جعلونا نعيش خيبة الأمل هذه".

كما أعرب عن أمله بإحلال السلام بين أرمينيا وأذربيجان، فيما أوضح أن وجود تركيا في مجموعة البريكس والآسيان سيغير الحسابات وسيؤدي إلى بناء هيكل مختلف كثيراً.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وخلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً