شهد حرم جامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة، الخميس، تظاهر مئات الطلاب في احتجاجات حاشدة تضامنية مع المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة، تزامناً مع اشتداد القصف الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين.
وبينما رفع الطلاب المناصرون لفلسطين لافتات وسط حرم الجامعة كُتب عليها "فلسطين حرة"، وأخرى تناصر المقاومة، رفع طلاب آخرون في الجانب المقابل على بُعد 30 متراً ملصقات مناهضة مؤيدة لإسرائيل.
ومع اشتداد الأوضاع في قطاع غزة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى"، وما تلاها من قصف إسرائيلي مكثف أسقط عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى ودمَّر أحياء وتسبَّب في موجة من النزوح، انعكس ذلك الوضع داخل عدد من الجامعات الأمريكية حيث تصاعدت أيضاً التوترات بين الطلاب المتضامنين مع فلسطين وكذا المؤيدين لإسرائيل.
ونقلت تقارير إخبارية محلية في أمريكا تعرُّض الطلاب المحتجين لمضايقات بلغت درجة الاعتداءات خصوصاً ضد المؤيدين لفلسطين، مما أدى إلى تعميق جوٍّ من التوتر وسط الطلاب.
وتحذر تلك التقارير من أن تصبح الجامعات الأمريكية أكثر احتقاناً في الأيام المقبلة، خصوصاً مع تصاعد التوتر بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية.
ولا يُخفي كثير من الطلاب في جامعات أمريكية تعرضهم للهجوم والترهيب بسبب انتقادهم إسرائيل وإعلان تضامنهم مع فلسطين.
وفي مظاهرات جامعة كولوميبا، رفض الكثير من المشاركين في الاحتجاج المؤيد لفلسطين الكشف عن أسمائهم الكاملة، بداعي عدم الشعور بالأمان الكافي في حالة الكشف عن هويتهم.
والخميس، اندلعت التوترات في جامعات أمريكية بعدما أعلنت مجموعة "طلاب من أجل العدالة لفلسطين" عن فعاليات طلابية أطلقت عليها اسم "يوم المقاومة"، شملت تنظيم مظاهرات في نحو 200 من فروعها الموجودة في الجامعات بجميع أنحاء أمريكا الشمالية.
وفي جامعة جورج تاون في واشنطن، نظّم "طلاب من أجل العدالة لفلسطين" وقفة احتجاجية، ليلة الخميس، وأكدوا أن هناك "ارتفاعاً في حالات المضايقات والتهديدات بالعنف ضد الطلاب الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمناهضين للصهيونية في جميع أنحاء أمريكا".
وفجر السبت، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، ردّاً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل أطلق الجيش الإسرائيلي عملية السيوف الحديدية، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق كثيرة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليونَي فلسطيني يعانون أوضاعاً معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.