تواجه الدول الأوروبية مزيداً من الإضرابات والاحتجاجات على خلفية موجة التضخم غير المسبوقة، إضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة وتزايد تكاليف المعيشة.
وبينما شهدت فرنسا أمس، ما وصفته وسائل الإعلام بـ"الثلاثاء الأسود" إذ شارك الآلاف في إضراب موسع احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وللدفاع عن الحق في التظاهر، باتت إيطاليا على موعد، الجمعة المقبل، مع إضراب قد يسبب إرباكاً كاملاً في حركة الملاحة الجوية.
وكانت دعوات أصدرتها جهات وشركات عدة قد حذرت السائحين من السفر إلى أوروبا، خشية تعرّض رحلاتهم لبعض المعوقات الناتجة عن توقف حركة الطيران أو المواصلات الداخلية.
إيطاليا
ومن المتوقع أن يواجه المسافرون إلى إيطاليا مشكلات منها تأخيرات وإلغاء للرحلات، الجمعة المقبل، على خلفية إضراب منتظر للعاملين في شركة "إيناف" الإيطالية لمراقبة الحركة الجوية.
ويُتوقّع أن يؤثر الإضراب على عديد شركات الطيران العاملة في أوروبا.
وقالت "إيناف" إن مطارات روما وميلانو ومالبينسا وفينيسيا (البندقية) ضمن تلك التي ستتأثر بالإضراب، حسب ما نقلت وسائل إعلام أوروبية.
ويأتي الإضراب في إطار الخلاف بين "إيناف" واتحادات النقابات العمالية، فيما يطالب الموظفون المضربون بتنظيم ورديات العمل وتمديد عقود العمال وأمور أخرى.
فرنسا
وفي فرنسا، تقلصت حركة القطارات الإقليمية بنحو النصف، الثلاثاء، بعد دعوة عدة نقابات إلى إضراب واسع على مستوى البلاد، للمطالبة بزيادة الأجور في مواجهة التضخم واحتجاجاً على إجبار العاملين المضربين في المصافي ومستودعات الوقود على العمل.
وحسب تقديرات وزارة الداخلية الفرنسية، شارك في الإضراب وما رافقه من احتجاجات، أمس، 107 آلاف شخص بينهم 13 ألفاً في العاصمة باريس، بينما قدّر الاتحاد العام للعمل عدد المشاركين بما يزيد عن 300 ألف شخص بينهم 70 ألفاً في باريس.
ونقلت إذاعة "فرانس إنفو" الفرنسية، الأربعاء، عن هيئة السكك الحديدية في فرنسا قولها إن الحياة "بدأت تعود إلى طبيعتها تدريجياً"، لكنها لم تستبعد عودة الاحتجاجات والإضرابات.
وأكّدت الهيئة أن الإضرابات والاحتجاجات تتسبب في تعطّل حركة المرور بين المدن.
وتحدثت تقارير إعلامية عن وقوع أعمال عنف وتخريب واشتباكات بين الحشود المشاركة في الاحتجاجات وعناصر الشرطة.
وجاءت الدعوة إلى الإضراب الموسّع أمس، في أعقاب قرارات تجبر العاملين المضربين في المصافي ومستودعات الوقود على العودة إلى العمل بعد أسبوعين من الإضراب، تسبب في تعطيل توزيع الوقود في جميع أنحاء البلاد.
بلجيكا
وعلى هذا النحو، علّقت إدارة مطار شارلروا الواقع قرب العاصمة البلجيكية بروكسل، الملاحة الجوية الأربعاء، على خلفية إضراب موظفي أمن مستمر منذ يومين.
وطلبت إدارة المطار في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، من الركاب المغادرين عدم القدوم إلى المطار، ومراجعة شركات الطيران لإعادة برمجة رحلاتهم.
وكانت الشركة المشغلة لمطار شارلروا قد أعلنت أنه سيبقى مغلقاً الأربعاء، أمام المسافرين المغادرين بسبب إضراب عناصر الأمن.
جاء ذلك على خلفية إضراب بدأه، الاثنين، موظفو شركة الأمن المسؤولة عن مراقبة الركاب المغادرين "سكيورتي ماسترز" منعوا على إثره مئات الركاب من الوصول إلى طائراتهم.
وكانت الشركة المشغلة للمطار أبلغت الثلاثاء، عن "حوادث" في صفوف الانتظار خارج المبنى.
يُشار إلى أن مطار شارلروا يُعرف بأنه القاعدة الرئيسية في أوروبا لشركة "راين إير" الأيرلندية منخفضة التكلفة.
ويخدم مطار شارلروا أكثر من 190 وجهة معظمها في حوض البحر الأبيض المتوسط، ويستخدمه 8 ملايين مسافر سنوياً، وفق موقع "يورو نيوز" الأوروبي.
ويُعدّ المطار الثاني ببلجيكا في عدد المسافرين الذين يستقبلهم، بعد مطار بروكسل.
ألمانيا
وشهدت ألمانيا الأربعاء، اليوم الثالث من إضراب طياري شركة "يورووينغز" الألمانية، الذي بدأ الاثنين، لتحسين ظروف العمل.
وأدى الإضراب إلى إرباك الملاحة الجوية وإلغاء عشرات الرحلات في عدد من مطارات البلاد.
وقالت شركة "يورووينغز" في بيان إنها "تأسف بشدة للإزعاج الذي لحق بالمسافرين"، مضيفة أنها "تبذل كل ما في وسعها لتقليل تأثير الإضراب عليهم".
وفي الساعات الأولى من الإضراب، أعلنت شركة الطيران "لوفتهانزا" إلغاء 185 رحلة جوية من وإلى مطارات "دوسلدورف" و"كولونيا بون" و"شتوتغارت".
والأسبوع الماضي، قررت نقابة الطيارين تنظيم إضراب لمدة 3 أيام بعد فشل مفاوضاتها مع إدارة الشركة في التوصل إلى اتفاق بشأن تحسين ظروف العمل.
وتطالب النقابة بتخفيض الحد الأقصى لساعات العمل والحصول على فترات راحة أطول، بينما تصر الشركة على أن مطالب النقابة "ليست مُجدية اقتصادياً".