30 قتيلاً الأربعاء بينهم أطفال في قصف للنظام السوري على مناطق خفض التصعيد (الدفاع المدني السوري)
تابعنا

لا يزال قصف النظام السوري مستمرّاً على مناطق خفض التصعيد في سوريا، الأمر الذي يعوق وصول منظمات الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين، ويفاقم أزمة النزوح واللجوء.

ما المهم: ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الجوي لنظام بشار الأسد وحلفائه، الثلاثاء، على منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا، إلى 30 قتيلاً بينهم أطفال، وعشرات الجرحى من المدنيين.

وأفادت مصادر محلية، بأن النظام وحلفاءه واصلوا استهداف قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد بقصف جوي ومدفعي كثيف.

وقالت مصادر في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، إن عدد ضحايا القصف الجوي على مدينة أريحا وبلدتي إحسم وخان السبل ارتفع إلى 8 قتلى، في حين بلغ عدد القتلى في بلدة الأتارب وكفر حارب والبوابية التابعة لمحافظة حلب 12 مدنياً.

المشهد: يستمرّ مسلسل قصف النظام السوري وحلفائه مناطق خفض التصعيد شمالي سوريا دون توقف، يوم الإثنين، قُتل 9 مدنيين وجُرح 28 آخرون في قصف جوي، استهدف قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريفي حماة الشمالي والغربي، الواقع ضمن منطقة خفض التصعيد بقصف جوي ومدفعي كثيف.

وفي الوقت الذي قالت فيه فرق الدفاع المدني إنها لا تزال تواصل عمليات الإنقاذ، مما يجعل عدد القتلى مرشَّحاً للازدياد، جاء قصف آخر الثلاثاء، أودى بحياة 30 شخصاً.

قبل ذلك الوقت قُتل 6 مدنيين في قصف جوي لمقاتلات النظام السوري، السبت، على الأماكن المأهولة بالسكان على بلدتي كفر نبل وخان شيخون وقرى أرمنايا والفطيرة وترملة ودير سنبل وحاس والهبيط بمحافظة إدلب".

الخلفيات والدوافع: خرج عديد من المشافي عن الخدمة خلال الأسابيع الأخيرة، نتيجة قصف وهجمات قوات النظام السوري في إدلب وحماة، رغم الإعلان الروسي لوقف إطلاق النار من طرف واحد منذ منتصف ليلة الثامن عشر من الشهر الجاري، وهو ما بدا جليّاً أنه لم يتحقق على أرض الواقع.

بدورها استنكرت منظمة العفو الدولية هجمات النظام السوري على المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى في محافظتي إدلب وحماة، وعدّتها "جرائم ضد الإنسانية".

وقالت مديرة بحوث الشرق الأوسط في المنظمة لين معلوف، في بيان، إن قصف المستشفيات التي تقدِّم الخدمات الصحية، يُعَدّ "جريمة حرب"، مشيرة إلى أن الهجمات الأخيرة قطعت آخر الأغصان التي يتمسك بها المدنيون الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية لتبقيهم على قيد الحياة.

وفي ظل وجود مؤشرات على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أن واشنطن رصدت تنفيذ نظام بشار الأسد هجمات كيمياوية جديدة شمال غربي سوريا. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، الأربعاء، إن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية "خط أحمر" بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

وأوضحت الوزارة في تصريحات لقناة الحرة، أن "القوات الأمريكية في المنطقة تراقب تحركات النظام السوري". وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية من أن "واشنطن وحلفاءها سيردون على نحو سريع ومتناسب إذا ثبت ذلك".

في السياق ذاته أعلنت باريس، الثلاثاء، أن لديها "مؤشرات" على استخدام سلاح كيماوي في إدلب بشمال غربي سوريا. وقال وزير الخارجية الفرنسي "نملك مؤشرات عن استخدام سلاح كيماوي في منطقة إدلب، لكن لم يُتحقَّق من ذلك بعد".

ما التالي: يؤكد المنسق العام للإغاثة السورية في هيئة الإغاثة التركية زكي طاهر أوغلو، أن النظام السوري يواصل قصف المدنيين في مناطق خفض التصعيد، وهو ما أدَّى إلى أزمة إنسانية.

ويضيف في حديث لـTRT عربي "منذ اتفاقية سوتشي يستمر النظام السوري في قصفه للمدنيين العزل، وهي بمثابة إبادة جماعية، الأمر الذي زاد نسبة النزوح على الحدود السورية التركية".

ويتابع "الناس يعيشون الآن تحت الأشجار، والجمعيات لم تعُد تكفي لمساعدتهم، فمعظمهم تركوا بيوتهم دون أخذ أي شيء منها".

ويؤكّد طاهر أوغلو أن بعض المناطق لا تستطيع أن تصل إليه الجمعيات والإغاثة الإنسانية بسبب القصف.

بين السطور: حسب الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، قُتل ما يقارب 250 مدنياً على الأقل وجُرح أكثر من 600 آخرين في قصف النظام وحلفائه على منطقة خفض التصعيد منذ 25 أبريل/نيسان الماضي.

وأطلقت قوات النظام السوري وحلفائه، في 25 أبريل/نيسان، حملة عسكرية واسعة ضد مناطق سيطرة المعارضة في منطقة خفض التصعيد، وسيطرت على مدينة كفرنبودة وعدد من القرى في ريف حماة.

ومنتصف سبتمبر/أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانا وهي تركيا وروسيا وإيران، توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض تصعيد في إدلب، وفقاً لاتفاق موقع في مايو/أيار 2017.

وفي إطار الاتفاق، أُدرِجَت إدلب ومحيطها، ضمن منطقة خفض التصعيد، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب وحماة واللاذقية.

TRT عربي - وكالات
الأكثر تداولاً