أعلن الاتحاد الأوروبي أن السلطات الروسية فرضت حظراً على دخول عدد من مسؤوليه والدول الأعضاء إلى أراضيها، وقال إنه يعتزم الرد على ذلك.
جاء ذلك في بيان نشره مكتب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل الجمعة.
وذكر البيان أن روسيا فرضت قيوداً على السفر بحق "عدد غير معروف" من مسؤولي مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه.
وأعرب عن أسف الاتحاد الأوروبي حيال القرار الروسي الذي "ليس له أساس قانوني"، وتابع: "سيكون رد مناسب لهذا القرار".
وأشار البيان إلى أن روسيا تعمل من خلال هذا القرار على تأجيج أجواء التوتر في أوروبا بدلاً من المساهمة في خفضها.
إلى ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طوّر الآن قدرته على مهاجمة أوكرانيا "بشكل واضح"، لكنه لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن غزوها.
وأضاف أوستن في مؤتمر صحفي الجمعة أن حشد بوتين لأكثر من 100 ألف جندي بالقرب من الجمهورية السوفيتية السابقة "يمنحه عدداً من الخيارات"، من دون تفصيل.
واستطرد الوزير الأمريكي قائلاً: "لا يوجد سبب يجعل هذا الوضع يتحول إلى صراع".
وأوضح أن "ما فعله بوتين مع استمراره في نقل القوات والموارد إلى المنطقة هو زيادة خياراته، وبالتالي لن نتوقع إلى أين ستتجه قراراته، إلا أننا نظل قلقين بشأن مجموعة الخيارات التي قد يسلكها".
وبهذا الخصوص قال رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي في المؤتمر الصحفي إن نطاق التعزيز العسكري الروسي "غير مسبوق في التاريخ الحديث"، مؤكداً أن الصراع ليس حتمياً.
وشدد على أن "بلاده تشجع روسيا بقوة على التنحي والسعي لحل من خلال الدبلوماسية (..) يجب أن تكون القوة المسلحة دائماً الملاذ الأخير، والنجاح هنا يكون من خلال الحوار".
وفي معرض تعليقه على الحجم الهائل للتعزيزات الروسية، قال ميلي إنه "أكبر حشد للقوات من حيث الحجم والنطاق في التاريخ الحديث"، مبيناً أن أي مقارنة يجب أن تعود إلى الحرب الباردة.
وتابع: "بالنظر إلى نوع القوات المنتشرة والمناورة البرية والمدفعية والصواريخ الباليستية والقوات الجوية، كلها مجمعة معاً، إذا تم إطلاقها على أوكرانيا فسيكون ذلك مهماً للغاية".
واختتم المسؤول الأمريكي حديثه بالقول: "سينتج عن ذلك عدد كبير من الضحايا، ويمكنك أن تتخيل كيف سيبدو ذلك في المناطق الحضرية الكثيفة، سيكون أمراً مروعاً فظيعاً، ولا ضرورة له".
في غضون ذلك قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يجب على بعض الدول عدم إثارة الذعر إزاء احتمال شن روسيا حرباً على بلاده.
وأضاف في مؤتمر صحفي الجمعة أنه في حال وقوع الحرب بين روسيا وبلاده فإن جيش أي دولة لن يتدخل للدفاع عن أوكرانيا.
وأردف بأن الأمر نفسه ينطبق على حلف "الناتو" لعدم عضوية أوكرانيا في التحالف، لافتاً إلى أن بعض الدول الأوروبية رفضت انضمام بلاده لعدم الدخول في مخاطرة.
وتابع قائلاً: "لكن في حال وقوع الحرب الآن، فإنها ستجري على حدود بعض الدول الأعضاء في الناتو".
وأوضح أن بعض الدول الأوروبية تعمل على خلق أجواء الذعر بسبب احتمال نشوب حرب بين أوكرانيا وروسيا، داعياً إياها للتصرف بحذر أكبر لدى الحديث عن التوتر بين بلاده وروسيا.
وأشار إلى استعداده للحديث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأي صيغة كانت، معرباً عن امتنانه جراء دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن لعقد اجتماع ثلاثي يضم أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وتشهد العلاقات بين كييف وموسكو توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
وبين الفينة والأخرى تتواصل الاشتباكات في "دونباس" بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا الذين أعلنوا استقلالهم المزعوم عام 2014.
ومؤخراً وجهت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، اتهامات إلى روسيا بحشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، وهددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنت هجوماً على أوكرانيا.
وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.