في ظل ما يعانيه العالم في الوقت الحالي متمثلاً بجائحة كورونا أصبحت تقوية مناعة الجسم تشكل تحدياً يتبناه الغالبية العظمى من الأشخاص لحماية أنفسهم من فيروس كورونا ومن تبعاته الصحية، ولأن المناعة أساس مقاومة الجسم للفيروس في حال الإصابة به فمن الضروري تسليط الضوء على الطرق الصحيحة لتقوية المناعة وبخاصة مع كثرة ما يشاع من طرق غير صحيحة مرتبطة بتقوية الجهاز المناعي في الجسم.
تتمثل الطرق الصحيحة لتقوية مناعة الجسم في ثلاثة محاور رئيسية هي التغذية السليمة والطب العشبي البديل وجودة الحياة متمثلة بممارسات وسلوكيات تعمل على تحسين الصحة العامة للجسم وتقوية الجهاز المناعي.
التغذية الصحية لتقوية مناعة الجسم
تعتبر التغذية الصحية أساس صحة الجسم والتمتع بجسم سليم، كما تعتبر حجر الأساس لتقوية الجهاز المناعي لمقاومة الأمراض والفيروسات، ومن هنا يجب على كل شخص في ظل ما يواجهه العالم من أوبئة وفيروسات الحرص على التغذية الصحية والسليمة.
تتمثل التغذية الصحية والسليمة أولاً بالحرص على تزويد الجسم بكل الفيتامينات والمعادن ولا يعتبر هذا ممكناً إلا من خلال اتباع نظام غذائي صحي متكامل يتصف بالتنوع والتوازن، فيتناول الشخص أصنافاً من كل المجموعات الغذائية يومياً بتوازن مع ضرورة التنويع في الأصناف في المجموعة الواحدة.
إضافة إلى ما سبق فقد ثبت علمياً أن لبعض الأطعمة دور في تقوية مناعة الجسم، ومن أهمها الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة التي تعمل على محاربة الجذور الحرة في الجسم وحمايته من الأمراض، ومن أهمها الشوكولاتة الداكنة Dark chocolate وهي الشوكولاتة التي تحتوي على نسبة كاكاو لا تقل عن 70%.
الأغذية الغنية بفيتامين ج (Vitamin C) هامة جداً لتقوية مناعة الجسم وتعزيز العمليات الحيوية فيه وتقوية الدم وتنشيط الدورة الدموية، ومن أهمها الحمضيات كالبرتقال والليمون والبوملي والكلمنتينا وكذلك أصناف أخرى مثل الكيوي والفراولة والفلفل الحلو والفليفلة.
أوميغا 3 هام جداً للجهاز المناعي، ومن أكثر الأصناف غنى به الأسماك والمأكولات البحرية إضافة إلى غناها بالزنك، وكذلك المكسرات مثل الجوز واللوز التي تتميز بغناها أيضاً بفيتامين E والدهون الصحية.
بعض الأصناف الأخرى تعتبر مضادات حيوية طبيعية كالثوم الغني بمركب الليسين الهام للجهاز المناعي، والعسل الذي يعتبر من المضادات الحيوية الطبيعية إضافة إلى كونه من المغذيات المفيدة للجسم.
الطب العشبي البديل لتقوية مناعة الجسم
يعتبر علم الأعشاب جزءاً لا يتجزأ من علم التغذية، لأهميته الكبيرة في تحسين الصحة العامة للجسم إضافة إلى وظيفة كل صنف من أصناف الأعشاب التي تختلف من نوع إلى آخر.
من أكثر الأعشاب ارتباطاً بتقوية مناعة الجسم الكركم الذي تعتبر تقوية المناعة إحدى أهم فوائده، وهو من التوابل الشهيرة وذو لون أصفر من فصيلة الزنجبيليات، وله أسماء عديدة من أشهرها الكركم، والزعفران الهندي والخرقوم والورس، ويتميز بمحتواه من مركب الكركمين Curcumin الذي يمتلك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة.
الزنجبيل من الأعشاب الهامة لتقوية المناعة وبخاصة أنه يعتبر صديقاً للجهاز الهضمي ويعمل على تحسين الهضم وتعزيز عمل الجهاز الهضمي وتكمن أهميته بكون الجهاز الهضمي بيت الداء بالجسم ومرتبطاً بالطبع بعدد لا يحصى من الأمراض الجسدية.
الشاي الأخضر والشاي الصيني يعتبران من أغنى الأعشاب بمضادات الأكسدة التي تعمل على محاربة الجذور الحرة المسببة للأمراض في الجسم، و يعتبر كلاهما مقاوماً للعدوى الفيروسية.
جودة الحياة والسلوكيات اليومية المرتبطة بمناعة الجسم
إن جودة الحياة ذات أهمية كبيرة في قوة الجهاز المناعي المسؤول عن مقاومة الأمراض والعدوى الفيروسية، وتتمثل جودة الحياة بالسلوكيات اليومية المتبعة نمطاً يومياً ودور هذه السلوكيات في تحسين صحة الجسم وتقوية المناعة.
أهم السلوكيات ارتباطاً بصحة الجسم وقوته وسلامته من الأمراض هي السلوكيات المرتبطة بالنوم، فاضطرابات النوم تعتبر مؤثراً سلبياً على الصحة والمناعة، ويتمثل النوم الصحي بالنوم عدد ساعات لا يقل عن سبع ساعات للشخص البالغ على أن تكون ضمن ساعات الليل وبخاصة الوقت بين الساعة الحادية عشرة مساء حتى الثالثة صباحاً.
يتكون جسم الإنسان بالنسبة الأكبر من الماء، ولهذا يعتبر شرب الماء بكميات كافية هاماً جداً للعمليات الحيوية والصحة السليمة، وتوجد طرق عديدة لحساب كمية الماء والسوائل اللازمة لكل شخص ومن أهمها المرتبطة بوزن الجسم وكتلته (وزن الجسم*30/1000) فمثلاً: إن كان وزن الجسم 60 كغم فتبعاً للمعادلة السابقة كمية الماء التي يحتاج إليها تساوي 1.8 لتر أي ما يقارب سبعة أكواب من الماء كل كوب 250 مل.
ترتبط جودة الحياة دائماً بتجنُّب استهلاك مواد تعتبر مؤثرة على الصحة والمناعة، ومن أهمها الاستهلاك غير الصحيح للأدوية وبخاصة المضادات الحيوية بشكل متكرر ومن دون وصفة طبية، إضافة إلى استهلاك المواد الحافظة والملونات الصناعية والمضافات الغذائية الصناعية.
علامَ تعتمد تقوية مناعة الجسم؟
بعد جميع ما ذكر من تفصيلات للعوامل المرتبطة بتقوية الجهاز المناعي في الجسم وحمايته من الأمراض وتبعاتها الصحية، يجب إدراك أهمية الشمولية للعوامل الثلاثة السابقة وضرورة الحرص على التوازن بينها، فلا يغني أي منها عن الآخر ولا يعتبر أي منها كافياً من دون الحفاظ على ثلاثتها، ومن هنا يتوجب على كل شخص الحفاظ على التغذية الصحية والسليمة مزامنة مع الحرص على اتباع سلوكيات صحية ونمط حياة صحي بعيد عن التأثيرات السلبية على الصحة، ومزامنة لما سبق يعتبر الطب العشبي البديل هاماً كوقاية وعلاج مساند.