جاء ذلك في تصريحات اليوم الاثنين، بالمجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، عقب اجتماع للحكومة التركية، تعقيباً على الكارثة التي يتعرَّض لها الفلسطينيون جراء الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحقهم منذ نحو عامين.
وقال: "كانت الإبادة في غزة على رأس جدول أعمالنا، سواء في خطاب القمة أو في اجتماعاتنا الثنائية"، وشدّد على أنّ تركيا ستحافظ على موقفها الثابت رغم كل الضغوط والتهديدات والغطرسة التي تمارسها "شبكة الإجرام" التي قتلت أكثر من 64 ألف شخص بريء.
وأكد الرئيس التركي أنه: "في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العام، سنواصل موقفنا الصادق وسنكون صوت الفلسطينيين المضطهدين هناك".
"آق قويو النووية"
من جهة أخرى قال الرئيس أردوغان إن محطة "آق قويو" النووية الجاري العمل على إنشائها، ستُعفي تركيا من استيراد 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً وستسهم بـ50 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي.
وفنّد أردوغان خلال تصريحاته بالمجمع الرئاسي، مزاعم دعاة حماية البيئة حول بناء تركيا المحطات النووية، قائلاً: "يوجد حالياً 62 مفاعلاً قيد الإنشاء في 15 دولة من بينها تركيا".
وأردف: "إذا أردنا تقليل اعتمادنا على الخارج بمجال الطاقة وتحقيق أهدافنا الخاصة بصافي الانبعاثات الصفرية لعام 2053 وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، فلا بد لنا من إدخال الطاقة النووية إلى سلة إنتاجنا"، ولفت الرئيس أردوغان إلى أن محطة "آق قويو" ستمنع انبعاث 35 مليون طن من الكربون سنوياً.
ودُشّنت أولى مراحل "آق قويو" في أبريل/نيسان 2023، وتُعَدّ أول محطة تركية للطاقة النووية، ومن بين أكبر الاستثمارات بالبلاد، في إطار اتفاق أبرمته تركيا مع روسيا عام 2010. وتلبّي المحطة 10% من الطلب على الكهرباء في تركيا عند تشغيل كامل وحداتها في عام 2028.
هدف اقتصادي
وشدّد الرئيس التركي على أنّ هدف حكومته الوصول إلى حجم اقتصاد يبلغ 1.9 تريليون دولار حتى نهاية عام 2028، وأردف: "سيرتفع دخل الفرد إلى 21 ألف دولار لأول مرة، نريد الارتقاء بتركيا إلى مصافّ الدول ذات الدخل المرتفع دائماً، وعازمون على خفض التضخم إلى خانة الآحاد".
وأشار إلى أن الحكومة ستوفر خلال فترة البرنامج الاقتصادي متوسط المدى 2.5 مليون فرصة عمل جديدة، معرباً عن أمله في خفض معدل البطالة دون 8%، كما أكد استمرار التحسن المستدام في عجز الحساب الجاري، وتوقع أن تتجاوز صادرات السلع لأول مرة 300 مليار دولار سنوياً.
وعائدات السياحة التي تُعَدّ أهم بند في صادرات الخدمات، سترتفع بحسب الرئيس التركي إلى 75 مليار دولار.
الصناعات الدفاعية
وأكد أردوغان أنّ الغرض من كل منتجٍ من منتجات الصناعات الدفاعية، سواء المسدس والبندقية والمسيّرة والصاروخ والدبابة والسفينة والمقاتلة والرادار، هو حماية تركيا وكل فرد من الشعب البالغ عدده 86 مليوناً.
وتَطرَّق الرئيس إلى احتفالات أسبوع النصر بين 25 و30 أغسطس/آب المنصرم، مشيراً إلى أنه زار في إطار الاحتفالات بتاريخ 27 من ذات الشهر شركة "أسيلسان" التي احتفلت هذا العام بالذكرى الخمسين لتأسيسها.
وأشار إلى أنه زوّد ترسانة الجيش التركي بأنظمة القبة الفولاذية المكونة من 47 مركبة بقيمة 460 مليون دولار، وقال :"افتتحنا رسميّاً 14 منشأة تابعة لشركة أسيلسان بقيمة 280 مليون دولار، ووضعنا حجر الأساس لقاعدة أوغول باي التكنولوجية، وهي استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار، بُنيَت على مساحة تزيد على مساحة 900 ملعب كرة قدم".
وأوضح الرئيس أردوغان أنه "عند اكتمال هذا المشروع الاستراتيجي بإذن الله، سيصبح أحد أكثر مراكز تكنولوجيا الدفاع تقدماً في المنطقة. مع نظام القبة الفولاذية، أصبحنا الآن لاعباً في مستوى آخر في مجال الدفاع الجوي".