ونتج عن هذه الاحتجاجات إغلاق عدة شوارع رئيسية ومفترقات طرق، وسط توتر بين المتظاهرين وقوات الشرطة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، انطلقت الفاعليات تحت شعار "يوم الاحتجاج"، إذ احتشد المتظاهرون منذ الصباح أمام فرع السفارة الأمريكية في تل أبيب، رافعين صور الأسرى، قبل أن يتوسع الحراك ليشمل تعطيل الحركة على الطرق، أبرزها طريق أيالون السريع في تل أبيب.
وأكدت "القناة 12" العبرية أن المحتجين أغلقوا تقاطع دانيال على الطريقين السريعين رقم 1 و6، واللذين يربطان وسط إسرائيل بمدينة القدس. كما جرى قطع شارع الشاطئ قرب بلدة عتليت جنوبي مدينة حيفا، في إطار الضغط لإنهاء الحرب.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تدخل الشرطة لإجلاء المتظاهرين من الطرق، واستخدام القوة في بعض الحالات.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها تعمل على موازنة "حرية التظاهر" مع الحفاظ على "النظام العام"، وأفادت بإعادة فتح عدة محاور أُغلقت مؤقتاً، وتوقيف متظاهرة كانت بحوزتها قنبلة دخان، إلى جانب تحرير مخالفات مرورية.
وفي تل أبيب، أكدت الشرطة أن شارع أيالون شهد إغلاقات متقطّعة بسبب متظاهرين وصفتهم بـ"مخلّين بالنظام"، كما جرى إغلاق شارع بيغن، وأطلقت الشرطة عمليات لإخلاء الشوارع وإعادة فتحها أمام حركة السير.
وجاءت الاحتجاجات بدعوة من عائلات الأسرى، الذين دعوا إلى مظاهرات تمتد طوال اليوم وتُختتم بمسيرة مركزية مساءً في تل أبيب، بالتزامن مع اجتماع مرتقب للمجلس الوزاري المصغر "الكابينت" برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لبحث مستجدات المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، بعد إعلان "حماس" موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء في 18 أغسطس/آب الجاري.
وذكرت منصة "واللا" العبرية أن مئات المتظاهرين احتشدوا أمام مقر الحكومة في القدس تزامناً مع الاجتماع، بينما تحركت مسيرة تضم آلاف المشاركين نحو المكان ذاته.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في تل أبيب، وجهت عائلات الأسرى انتقادات حادة لنتنياهو، متهمينه بعرقلة الوصول إلى اتفاق. وقال إيتسيك هورن، والد أحد الأسرى، إن خطة احتلال غزة التي صدَّق عليها الكابينت في وقت سابق، "طعنة في قلب العائلات"، في ظل وجود مقترح اتفاق جاهز للتوقيع.
وتتزامن هذه التحركات مع إعلان حركة "حماس" استعدادها للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، في حال وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وانسحاب قواتها من غزة، إضافة إلى الإفراج عن أسرى فلسطينيين. غير أن نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يواصل طرح شروط جديدة، من بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويُصرّ على مواصلة العمليات العسكرية وإعادة احتلال القطاع.
وتقدّر تل أبيب وجود 50 أسيراً إسرائيلياً بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة بغزة 62 ألفاً و819 شهيداً، و158 ألفاً و629 جريحاً من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 303 فلسطينيين، بينهم 117 طفلاً حتى الثلاثاء.