وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن براك ألغى جولته التي كانت مقررة في اليوم نفسه في بلدة الخيام ومدينة صور.
وكان براك قد وصل صباح الأربعاء إلى ثكنة فرنسوا الحاج في قضاء مرجعيون على الحدود الجنوبية للبنان على متن طائرة هليكوبتر، بحسب الوكالة.
ونفذ الجيش اللبناني انتشاراً أمنياً في المنطقة وعند المدخل الشمالي لبلدة الخيام بالتزامن مع وجود براك، وسط تحذيرات ودعوات للتظاهر ضد الزيارة.
وفي بلدة الخيام، تجمّع عدد من الأهالي حاملين أعلام حزب الله، وكتبوا على الأرض عبارات منها "أمريكا الشيطان الأكبر"، كما حملوا صوراً لعناصر من الحزب قُتلوا على يد جيش الاحتلال.
وكان براك وصل مساء الاثنين إلى بيروت ضمن وفد يضم مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الرئاسي الخاص للشرق الأوسط، والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، لإجراء مباحثات حول قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيدها، ومسألة الانسحاب الإسرائيلي من خمس نقاط حدودية تحتلها في الجنوب اللبناني.
يُذكر أن براك قدم في 19 يونيو/حزيران الماضي ورقة مقترحات للحكومة اللبنانية تضمنت نزع سلاح "حزب الله" وحصر السلاح بيد الدولة، مقابل انسحاب إسرائيل من النقاط الحدودية المحتلة، بالإضافة إلى الإفراج عن أموال لإعمار المناطق المتضررة من الحرب الأخيرة.
وفي 5 أغسطس/آب الجاري، أقر مجلس الوزراء اللبناني رسمياً حصر السلاح بيد الدولة، بما يشمل سلاح "حزب الله"، وكلف الجيش بوضع خطة لتنفيذ ذلك قبل نهاية العام 2025، بينما أكد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم أن الحزب لن يسلم سلاحه إلا في حال انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية وإيقاف عدوانها على البلاد والإفراج عن الأسرى وبدء إعادة الإعمار.
في السياق، ألقت طائرة إسرائيلية مسيّرة، الأربعاء، منشورات جنوب لبنان تحذر "مسؤولي البلدات المرتبطين بـحزب الله"، وتدعو المواطنين إلى "الابتعاد عنهم لأنهم هدف" لتل أبيب.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن مسيّرة إسرائيلية ألقت منشورات فوق بلدات منها العديسة وكفركلا تحذر فيها "مسؤولي البلدات المرتبطين بحزب الله".
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي -في منشوراته باللغة العربية- المواطنين اللبنانيين إلى "الابتعاد عنهم لأنهم هدف له"، وتابع: "ابتعدوا عنهم، سيكلفونك أنت وعائلتك ثمناً كبيراً".
الوكالة أفادت أيضاً بسماع دوي انفجار قوي فجراً، جراء تفجير نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي في كفركلا، وسمعت أصداؤه في بلدات قضاء مرجعيون (جنوب).
وبوتيرة يومية، تشن إسرائيل هجمات على مناطق لبنانية تؤدي لسقوط قتلى وجرحى تدعي أنهم مرتبطون بـ"حزب الله".
واندلعت المواجهات عبر الحدود بين إسرائيل و"حزب الله" في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتصاعدت إلى حرب شاملة في سبتمبر/أيلول 2024، أسفرت عن مقتل نحو 4 آلاف شخص في لبنان، بينهم الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وإصابة نحو 17 ألفاً آخرين.
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عما لا يقل عن 282 قتيلاً و604 جرحى، وفق بيانات رسمية.
وفي تحدٍّ لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحاباً جزئياً من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.