أكد وزير خارجية المجر بيتر سيارتو، أن بلاده تعتبر تركيا شريكاً استراتيجياً للاتحاد الأوروبي، وأنها تستند في سياستها إلى هذا المبدأ "بدلاً من العداء والنفاق وازدواجية المعايير تجاه أنقرة".
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول مع سيارتو الذي يُجري زيارة رسمية لتركيا، تحدث فيها عن علاقات أنقرة مع بلاده والاتحاد الأوروبي على حدة.
وشدّد على أن "تركيا حليف استراتيجي، ليس فقط للمجر، بل نعتبرها كذلك للاتحاد الأوروبي، لأنها دولة جارة له وذات اقتصاد قوي".
وقال: "نؤيد السياسة التي تقوم على شراكة تركيا (مع الاتحاد الأوروبي)، بدلاً من ازدواجية الأحكام وإلقاء الدروس"، في إشارة إلى أسلوب تعامل بعض دوله مع أنقرة.
وتنطلق الخميس قمة يعقدها الاتحاد الأوروبي على مستوى القادة، يبحث خلالها عدداً من القضايا، أبرزها العلاقات بين الاتحاد وتركيا والقضايا الخلافية بين الجانبين.
وبشأن ادّعاءات ابتعاد المجر وبولندا عن الاتحاد، قال سيارتو: "نحن جزء منه وأعضاء فيه. نريد أن نجعل الاتحاد أقوى، لكننا لا نتفق مع الآخرين (لم يحددهم) حول كيفية تقويته".
ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي "يواجه صعوبات تاريخية مثل الوباء والهجرة والاقتصاد وخروج بريطانيا"، مؤكداً أن الوقت مناسب لمناقشة مستقبله وأي طريق سيسلك.
وبخصوص ملف الهجرة قال سيارتو: "لدينا نهج مختلف هو أن علينا مساعدة المحتاجين في أماكنهم وتحسين ظروفهم، لا تشجيعهم على السير نحو أوروبا من تركيا".
وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي، في 18 مارس/آذار 2016، إلى 3 اتفاقات مرتبط ببعضها ببعض حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.
والتزمت أنقرة ما عليها بخصوص الاتفاقين الأولين، في حين لم تؤدِّ بروكسل ما عليها بخصوص إلغاء تأشيرة الدخول للأتراك وبنود أخرى.
وقال وزير خارجية المجر إن "تركيا تعتزم الوصول قريباً إلى المراتب العشر الأولى عالمياً في الاقتصاد، وبالتالي ينبغي لنا زيادة التعاون معها ورفع تجارتنا (من 3 مليارات) إلى 5 مليارات دولار سنوياً".
وذكر أن عدم تراجع التجارة بين البلدين خلال الأشهر التسعة رغم جائحة كورونا والآثار العالمية لها، دليل على متانة أسس العلاقات بينهما.
وأشار إلى وجود 30 شركة تركية في المجر توظّف نحو 5 آلاف شخص، مضيفاً أن الشركات المجرية تولي السوق التركية المتنامية أهمية كبيرة.
والثلاثاء بدأ وزير خارجية المجر زيارة رسمية لتركيا بحث خلالها فرص التعاون في مكافحة آثار جائحة كورونا، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، كما بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، وشارك في الاجتماع السابع للجنة الاقتصادية التركية-المجرية المشتركة.