وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية، للأناضول، إن فيدان أكد لبيربوك أن أنقرة تتطلع من ألمانيا أن تلعب دوراً رائداً داخل الاتحاد الأوروبي من أجل إعادة إحياء العلاقات التركية-الأوروبية.
ووفقاً للمصادر، شدد فيدان خلال اللقاء على ضرورة إرساء الأمن والاستقرار في سوريا، ودعم سلامة أراضيها ووحدتها السياسية.
وأكد الأهمية الكبيرة لمواصلة العملية الانتقالية في سوريا بطريقة شاملة واحترام الأقليات، وأن من الضروري ضمان العودة الطوعية والآمنة للاجئين إلى بلادهم.
وذكر أنه سيكون من المفيد اتباع نهج بنّاء لإعادة إعمار سوريا، وأنه ينبغي للمجتمع الدولي تقديم الدعم اللازم لسوريا في جميع هذه القضايا.
ولفت إلى أن تركيا تؤكد ضرورة حماية حقوق جميع الأقليات في سوريا، وأن الفهم الذي يعتبر تنظيم PKK/YPG الإرهابي ممثلاً للأكراد في سوريا، هو فهم خاطئ.
وشدد الوزير فيدان في لقائه نظيرته الألمانية على أنه لا يمكن أبداً السماح للتنظيمات الإرهابية مثل PKK/YPG و"داعش"، باستغلال الوضع في سوريا. وأشار إلى ضرورة أن يلقي التنظيم الإرهابي أسلحته ويحل نفسه.
كما لفت إلى إمكانية الحفاظ على سيادة سوريا وسلامة أراضيها عبر تطهيرها من جميع العناصر الإرهابية، بما في ذلك PKK/YPG. وشدد على أن تركيا تنتظر من جميع حلفائها أن يحترموا مخاوفها الأمنية في هذا الصدد.
من جهة أخرى، قال فيدان إنه ينبغي تطوير بدائل لإدارة المخيمات والسجون التي يوجد فيها عناصر "داعش". ودعا الدول الأخرى إلى قبول عودة مواطنيها من سوريا المعتقلين هناك بتهمة الانتماء إلى "داعش" وعائلاتهم.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام، وفر بشار الأسد رفقة عائلته إلى روسيا التي منحته "لجوءاً إنسانياً"، لينتهي 61 عاماً من حكم حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ومشيراً إلى ضرورة إنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، قال فيدان إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يبذل جهوداً مشتركة لإعلان وقف عاجل لإطلاق النار في غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة دون انقطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وأكد فيدان أيضاً أن تركيا تدعم عملية التفاوض من أجل إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية المستمرة منذ 24 فبراير/شباط 2022 "بشكل دائم" وفي أقرب وقت.
وفي سياق آخر، لفت فيدان إلى التقاط فرصة تاريخية لإتمام عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا بنجاح. وشدد على ضرورة أن تشجع الأطراف الأخرى هذه العملية بطريقة عادلة ومحايدة.
وفي 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق الجيش الأذربيجاني عملية لتحرير أراضيه المحتلة في إقليم قره باغ، وبعد معارك استمرت 44 يوماً توصلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق وقف إطلاق نار، ينص على استعادة باكو السيطرة على محافظات محتلة.
ومنذ ذلك الحين، يواصل البلدان المفاوضات للتوصل إلى اتفاق للسلام وتطبيع العلاقات بينهما.