وطرحت شركة "ديب سيك" الصينية نموذج مساعد الذكاء الصناعي، مجاناً، مشيرة إلى أنه يستخدم رقائق أقل تكلفة وبيانات أقل.
من ناحية أخرى، ارتفع الدولار 0.7% مقابل الين الياباني إلى 155.70، بعد أن صعد الين إلى أقوى مستوى منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، عند 153.715 أمس الاثنين، وسط إقبال على الملاذ الآمن.
وقال كبير محللي السوق في سيتي إندكس، مات سيمبسون: "حقيقة أن أخبار نموذج الذكاء الصناعي الخاص بديب سيك أثارت مزيداً من التقلبات لسعر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني يوم الاثنين مقارنة باجتماع بنك اليابان الذي مال إلى التشديد النقدي يوم الجمعة الماضي، وتُظهر مدى أهمية الأمر بالنسبة للمتداولين".
ونزل المؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.46% أمس الاثنين، متأثراً بانخفاض أسهم التكنولوجيا. فيما هوى سهم إنفيديا، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الصناعي 17%، مما أدى إلى محو نحو 593 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهي أكبر خسارة في يوم واحد لأي شركة في "وول ستريت".
وارتفع أمس الاثنين، مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية 0.13% إلى 107.94 بعد أن هبط إلى أدنى مستوى منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، عند 107.68.
وقال سيمبسون: "من الواضح أن هذا يضع أداء قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة والرغبة في المخاطرة تحت مراقبة دقيقة، وتقارير الأرباح القادمة من مايكروسوفت وتسلا وميتا بلاتفورمز وأبل تحت عدسة مكبرة".
جرس إنذار
بدوره، قال ترمب خلال مؤتمر للحزب الجمهوري في ميامي أمس الاثنين تعليقاً على الخسائر التاريخية للشركات الأمريكية: "نأمل أن يكون إطلاق ديب سيك للذكاء الصناعي من شركة صينية بمثابة جرس إنذار لحاجة صناعاتنا إلى التركيز الحاد على المنافسة للفوز".
واعتبر ترمب أن هذه "الصدمة" قد تكون أيضاً "إيجابية" بالنسبة لـ"السيليكون فالي" لتدفعه إلى الابتكار بتكلفة أقل، مشيراً إلى أنه "بدلاً من إنفاق المليارات ستنفق أقل على أمل أن تصل إلى الحل نفسه".
وأظهر روبوت الدردشة الذي طورته شركة "ديب سيك" الناشئة التي تتخذ من مدينة هانغتشو في شرق الصين مقراً لها، قدرة على منافسة شركات الذكاء الصناعي الأمريكية مقابل استثمارات بسيطة.
وكان ترمب قد أعلن الأسبوع الماضي عن مشروع بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء بنية تحتية للذكاء الصناعي في الولايات المتحدة بقيادة مجموعة "سوفت بانك"اليابانية وشركتي "أوبن آي" و"تشات جي بي تي" الأمريكيتين".
كما قال أمس الاثنين، إنه يعتزم فرض رسوم جمركية على واردات رقائق الكمبيوتر والأدوية والصلب في محاولة لتشجيع المنتجين على تصنيعها في الولايات المتحدة.
هزة في الأسواق الأوروبية
بدوره، تراجع اليورو أمس الاثنين، بـ0.6% إلى 1.0428 دولار قبل اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي هذا الأسبوع.
ونزل المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنحو 0.8% أمس الاثنين، مقتفياً أثر موجة بيع في السوق العالمية بسبب مخاوف من الاستثمار في الذكاء الصناعي وتقييمات قطاع التكنولوجيا.
وانخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الأوروبية بـ3.4% واتجهت نحو تسجيل أكبر انخفاض يومي لها منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن تراجع سهم ASML لصناعة معدات الرقائق بـ7% ليلامس أدنى مستوى له في شهرين، بينما هبط سهم ASM إنترناشونال بأكثر من 12%.
كما هوى سهما "سيمنس إنرجي" 19.9% و "شنايدر إلكتريك" 9.5%، وكانا من بين الأضعف أداء على المؤشر "ستوكس 600".
وقال محلل التكنولوجيا لدى غيلتر شيفيوت، بن بارينغر، إن "نجاح ديب سيك يمثل جرس إنذار ويطرح علامة استفهام حول المبلغ الذي يتعين إنفاقه من أجل بناء نموذج، وما إذا كان هذا المستوى من الإنفاق الرأسمالي الذي شهدناه مطلوباً حقاً".
بدوره، سجل الجنيه الإسترليني في أحدث تعاملات 1.2441 دولار، بانخفاض 0.4% خلال اليوم، فيما استمرت خسائر الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي الحساسين للمخاطر.
وبالنسبة للعملات المشفرة، لم يطرأ تغير يذكر على بيتكوين، العملة المشفرة الأشهر في العالم، لتسجل 101421 دولاراً، وهو مستوى بعيد عن المستوى القياسي المرتفع البالغ 109071.86 دولار الذي لامسته الأسبوع الماضي.