وتُظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة متعادلة تقريباً بين المرشحَين، مع تعادل هاريس وترمب في بعض الولايات الحاسمة، أو تقدم أحدهما أو تأخره بفارق ضئيل.
وقبل التوجُّه إلى ألينتاون بولاية بنسلفانيا، وهي مدينة ذات أغلبية لاتينية، تحدث ترمب في منتجعه "مار إيه لاغو" المُطل على المحيط في فلوريدا أمس الثلاثاء، ووصف هاريس بأنها "لا تتمتع بكفاءة.. كحطام قطار كامل".
وكان ترمب قد وصف هاريس في تصريحات سابقة بأنها شخص "ذو معدل ذكاء منخفض"، وقال إنها ستكون مثل "لعبة" لقادة العالم الآخرين".
ووصف بعض كبار مساعدي المرشح الجمهوري، ممن ساعدوه خلال فترة ولايته 2017-2021 في البيت الأبيض، بأنه "فاشي" ينوي الحكم في فترة ولاية ثانية باعتباره "سلطوياً".
وقالت هاريس إنها توافق على هذا الوصف، فيما ردَّ ترمب على الاستهزاء به، بوصف هاريس بالطريقة ذاتها.
وقال معسكر هاريس إنها ستقارن في خطابها الختامي قرب البيت الأبيض بين ما تقول إنها أمور ستشملها رئاستها، بفترة ولاية ترمب الثانية، مدعيةً أن ترمب سيركز "على نفسه وقائمة أعدائه بدلاً من الشعب الأمريكي"، بينما ستستيقظ (هاريس) "كل يوم مركّزة على" قائمة مهام" ضمن أولويات لخفض التكاليف ومساعدة حياة الأمريكيين".
وفي كثير من الأحيان، قالت المرشحة الديمقراطية إنه حان الوقت "لطيّ صفحة" حقبة ترمب.
خلاف بسبب بورتوريكو
وتأجَّج الخلاف بين معسكرَي المرشحَين إثر وصف الممثل الكوميدي توني هينتشكليف في تجمع انتخابي لحملة ترمب بحديقة ماديسون سكوير في نيويورك، الأحد الماضي، إقليم "بورتوريكو" الأمريكي-الإسباني بـ"جزيرة عائمة في القمامة".
ولم يعلق ترمب علناً على تلك التصريحات، لكنه قال لشبكة "إيه بي سي نيوز" إنه لا يعرف هينتشكليف.
وهاجم الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة ترمب وحملته الانتخابية قائلاً أمس الثلاثاء، خلال اتصال هاتفي مع منظمة تدعم المجتمع اللاتيني: "دونالد ترمب ليست لديه شخصية، فهو لا يهتم بالمجتمع اللاتيني، إنه رجل أعمال فاشل ولا يهتم إلا بأصدقائه المليارديرات".
وأضاف: "الناس في بورتوريكو، حيث أعيش في ولايتي ديلاوير، هم أناس طيبون ومحترمون، والقمامة الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصار ترمب"، وتابع: "شيطنته للاتينيين غير مقبولة وغير أمريكية".
وأورد بايدن لاحقاً، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "في وقت سابق، أشرت إلى الخطاب البغيض حول بورتوريكو الذي ألقاه مؤيد ترمب في تجمع ماديسون سكوير جاردن باعتباره إقليم قمامة، وهي الكلمة الوحيدة التي يمكنني التفكير فيها لوصفه.. إن شيطنته للاتينيين أمر غير مقبول.. هذا كل ما قصدت قوله.. التصريحات في ذلك التجمع لا تعكس هوية أمتنا".
ووصف بايدن الرئيس السابق بأنه "خطر حقيقي، ليس فقط على اللاتينيين، بل على جميع الناس، وبخاصة أولئك الذين يشكلون أقلّية في هذا البلد، كما تعلمون، يتعين علينا التصويت لانتخاب كامالا (هاريس) رئيسة وتيم والز نائباً لها، فلم يكن هذا الأمر أكثر أهمية من أي وقت مضى".
ولاحقاً قال البيت الأبيض إن بايدن لم يكن يشير إلى أنصار ترمب على أنهم "قمامة".
وفي المقابل، قال ترمب إنه "أمر فظيع" أن يصف بايدن أنصاره بـ"القمامة، وهو أسوأ من وصف هيلاري كلينتون لهم بالبائسين"، وأضاف: "هؤلاء الناس فظيعون، من المروع أن نقول شيئاً كهذا.. لكنه حقاً لا يعرف، إنه حقاً لا يعرف بصدق".
والبورتوريكيون الذين يعيشون في الجزيرة أمريكيون، لكن لا يمكنهم التصويت في الانتخابات لأن التصويت في الانتخابات الرئاسية للأشخاص الذين يعيشون في الولايات الأمريكية فقط، وليس سكان الأقاليم.
لكن مئات الآلاف من أهالي الجزيرة انتقلوا إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، وبات بإمكانهم التصويت في أي ولاية يعيشون فيها.
ومع مئات الآلاف من أصوات البورتوريكيين الحاسمة للنتيجة في بعض الولايات المتأرجحة، أنتجت حملة هاريس بسرعة إعلاناً رقمياً يقول إن الناخبين اللاتينيين "يستحقون الأفضل" مما يمثله الرئيس السابق.
ووفقاً لمركز البيانات اللاتينية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، فإن ولاية بنسلفانيا وحدها، التي يرى المرشحان أنها حاسمة للفوز بالرئاسة، تضم أكثر من 300 ألف ناخب بورتوريكي مؤهل، فضلاً عن وجود أعداد كبيرة من السكان البورتوريكيين في كارولاينا الشمالية، وويسكونسن وميشيغان، وهي 3 ولايات أخرى متأرجحة.