"نموت ولا نتجند".. يهود الحريديم يتظاهرون في تل أبيب رفضاً لدخول الجيش
أغلق يهود متدينون (حريديم)، مساء الثلاثاء، شارعاً رئيسياً في مدينة بني براك المتاخمة لتل أبيب وسط إسرائيل، احتجاجاً على أوامر التجنيد في الجيش الموجَّهة إليهم.
عشرات من الحريديم يتظاهرون في تل أبيب رفضاً لتجنيدهم / صورة: Reuters (Reuters)

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، أن عشرات المتظاهرين من الحريديم أغلقوا شارع جابوتنسكي، الذي يربط بني براك بمدينتي رمات غان وبتاح تكفا.

وتمكن المتظاهرون من إغلاق هذا الشارع بعد أن أصدروا إعلاناً مضلِّلاً في وقت سابق، أفاد بنيتهم إغلاق الطريق رقم "4"، مما دفع قوات الشرطة إلى التوجه في البداية إلى الموقع الخطأ، ورددوا هتافات رافضة للتجنيد في الجيش، من بينها: "نموت ولا نتجند" و"أوامر التجنيد أوامر تدمير".

وعندما حاولت عناصر من الشرطة فتح الشارع بالقوة، هتف المتظاهرون في وجههم بعبارات مثل "أنتم عرب" و"أنتم نازيون"، وفقاً للصحيفة.

وفي بيان لها، وصفت الشرطة الإسرائيلية المظاهرة بأنها "غير قانونية"، مشيرةً إلى أن الضباط يعملون على توجيه حركة المرور إلى طرق بديلة وإخلاء المتظاهرين بالقوة. وأضاف: "ترى شرطة إسرائيل أن الحق في الاحتجاج حجر الزاوية في دولة ديمقراطية، لكنها لن تسمح بأعمال شغب أو الإضرار بحرية التنقل والسلامة العامة".

وينتمي المتظاهرون، حسب "يديعوت أحرونوت"، إلى جماعة متشددة يتزعمها الحاخام تسفي فريدمان، المعروف بمواقفه المتطرفة داخل طائفة الحريديم.

ووفق الصحيفة، فإن 330 شاباً من بين 3 آلاف شاب حريدي استُدعوا للخدمة العسكرية منذ يوليو/تموز الماضي ذهبوا إلى مكاتب التجنيد، فيما التحق 59 منهم فقط بالخدمة.

وعُدَّ 1600 من هؤلاء الشبان فارِّين من الخدمة العسكرية، وصدرت أوامر توقيف بحق بعضهم. وفي يونيو/حزيران الماضي، أصدرت المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل) قراراً يُلزم الحريديم بالتجنيد، ويمنع تقديم المساعدات المالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.

ويعلو صوت كبار الحاخامات، الذين ينظَر إلى أقوالهم على أنها فتوى دينية للحريديم، بالدعوة إلى رفض التجنيد، بل تمزيق أوامر الاستدعاء.

ويشكّل الحريديم نحو 13 في المئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، ويرفض هؤلاء الخدمة بالجيش، بحجة تكريس حياتهم لدراسة التوراة، إذ يرون أن الاندماج في العالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.

وتقول المعارضة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يسعى لإقرار قانون يُعفي الحريديم من التجنيد، استجابةً لضغوط حزبي شاس ويهدوت هتوراه، للحفاظ على استقرار حكومته الحالية.

TRT عربي - وكالات