وأضاف قاسم في كلمة متلفزة: "قدمنا ملاحظاتنا على المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار، والأمر الآن متوقف على الرد الإسرائيلي وجدية نتنياهو".
وبشأن مضمون الملاحظات، أشار قاسم إلى أن الحزب قرر "عدم تبيان ماهية الملاحظات على المقترح الأمريكي للإعلام"، موضحاً أن "العدو الإسرائيلي لن يأخذ بالاتفاق ما لم يأخذه في الميدان"، وأضاف "قررنا أن لا نتكلم في الإعلام عن مضمون الاتفاق ولا عن الملاحظات التي لنا، سنترك النقاش بشكل هادئ لنرى إن كان سيصل إلى نتيجة أم لا".
وقال قاسم، إن الحزب لن يقبل باتفاق وقف إطلاق نار لا يحفظ "سيادة" لبنان، وأعلن أن الحزب يتفاوض "تحت سقفين: سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل (...) والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للعدو الإسرائيلي أن ينتهك وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة".
وتابع قاسم "هل نتوقع أن تنتج هذه المفاوضات وقفاً لإطلاق النار ووقفاً للعدوان بشكل سريع؟ لا أحد يستطيع أن يضمن لأن الموضوع مرتبط بالرد الإسرائيلي وبالجدية التي تكون عند (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".
وأكّد قاسم أن "لدى المقاومة القدرة على الاستمرار (... ) لمدة طويلة (...) لا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا"، وقال: "ليس مهماً أن يُقال إن العدو دخل هذه القرية أو تلك القرية بل كم قُتل له اليوم وأين تصدى له المجاهدون".
وأوضح أن "المقاومة لا تعمل بطريقة عمل الجيوش وليس من مهمتها منع تقدم العدو، بل واجبها أن تقاومه أينما تقدم"، وتابع مؤكداً: "الكلمة للميدان، والنتائج تُبنى على ما يحصل في الميدان ولدى المقاومة القدرة على خوض حرب طويلة".
بيروت أمام تل أبيب
من جهة ثانية، قال قاسم إن "العدو الإسرائيلي اعتدى على قلب العاصمة بيروت، لذا لا بد أن يتوقع أن يكون الرد على وسط تل أبيب". وأضاف "لا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو الإسرائيلي، بل يجب أن يدفع الثمن. والثمن وسط تل أبيب. آمل أن يفهم العدو أن الأمور ليست متروكة".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 148 ألف فلسطيني، وسَّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و544 قتيلاً و15 ألفاً و36 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الثلاثاء.
ويومياً يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقرات مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.