نتنياهو يحذّر لبنان من دمار على غرار غزة وباريس تعتبر تصريحاته استفزازاً
حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء، شعب لبنان من أنه سيواجه “دماراً ومعاناة” أشبه بما يواجهه الفلسطينيون في قطاع غزة، فيما وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تهديده بأنه "استفزاز".
نتنياهو يحذر اللبنانيين من أن يلقوا مصير الفلسطينيين في غزة- أرشيف / صورة: Reuters (Reuters)

وقال نتنياهو في خطاب عبر الفيديو توجّه فيه إلى الشعب اللبناني "لديكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يقع في هاوية حرب طويلة الأمد ستؤدي إلى دمار ومعاناة أشبه بما نشهده في غزة".

وأضاف نتنياهو "أقول لكم، يا شعب لبنان، حرروا بلدكم من حزب الله لكي تقف هذه الحرب"، وزعم أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قتلت مرشحين محتملين لخلافة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، دون أن يسميهم.

وأضاف “قوضنا قدرات حزب الله. وقضينا على آلاف الإرهابيين، ومن بينهم نصر الله نفسه وبديل نصر الله وبديل البديل”.

"استفزاز"

بالمقابل، وصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في تصريح لقناة فرنسا 2 المحلية الأربعاء، تهديد نتنياهو للشعب اللبناني بـ"مواجهة مصير الفلسطينيين في غزة" بأنه "استفزاز".

وقال بارو: "إذا حدث هذا الاستفزاز (تهديد نتنياهو ) فإنه سيجر لبنان، صديق لفرنسا الذي يمر بوضع هش أصلاً، إلى الفوضى".

وذكر بارو أنه إذا حدث مثل هذا الأمر فإن إسرائيل "ستواجه ما هو أكثر بكثير من المشكلات الأمنية التي كانت قائمة قبل الهجمات على لبنان" ، مضيفاً أن "الوضع في لبنان كارثي".

ويأتي كلام وزير الخارجية الفرنسي في أعقاب تصريحات صحفية السبت، دعا فيها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى "وقف تسليم الأسلحة المستخدمة (من إسرائيل) في غزة"، مدّعياً أن فرنسا "لم تشارك" في تزويد إسرائيل بتلك الأسلحة.

عقب ذلك، هاجم نتنياهو الرئيس الفرنسي قائلاً في بيان متلفز باللغة الإنجليزية: "إسرائيل ستنتصر معكم أو بدونكم"، وفق ادعائه.

وبعد ساعات من تصريح ماكرون عن وقف تزويد إسرائيل بالأسلحة ، أصدرت الرئاسة الفرنسية "الأليزيه" بياناً ناقضت الرئيس فيه، وقالت إن "فرنسا ستواصل تزويد إسرائيل بالقطع اللازمة للدفاع عن نفسها".​​​​​​​

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن إسرائيل حرباً على لبنان عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى محاولات توغل بري بدأتها في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

ويرد حزب الله يومياً بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وفيما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

ووفق الأرقام الرسمية حتى مساء الثلاثاء، قتلت إسرائيل 2119 شخصاً وأصابت 10019 منذ بداية القصف المتبادل مع حزب الله في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 1301 قتيل و3618 جريحاً، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

TRT عربي - وكالات