وخرج البرغوثي (67 عاماً) إلى الحرية، بعد أكثر من 44 عاماً قضاها متنقلاً بين زنازين السجون الإسرائيلية،
ويمثل الإفراج عن البرغوثي لحظة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، إذ يجسد نموذجاً للثبات رغم العقوبات المتكررة التي فرضتها عليه إسرائيل ولم تنجح في كسر إرادته.
من نائل البرغوثي؟
وُلد في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1957 ببلدة كوبر شمال رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
واعتُقل للمرة الأولى عام 1978 وحُكم عليه بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، إضافة إلى 18 عاماً بتهمة تنفيذ عمليات مسلحة، وتنظيم خلايا للعمل ضد الاحتلال الإسرائيلي، والانتماء لحركة "فتح".
في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، أُفرج عن البرغوثي ضمن صفقة "وفاء الأحرار" (شاليط)، إذ أُطلق سراحه ضمن مئات الأسرى، وبعد الإفراج عنه، تزوج من الأسيرة المحررة أمان نافع.
وأعادت إسرائيل اعتقاله في 18 يونيو/حزيران 2014، وحكمت عليه بالسجن 30 شهراً.
وبعد انقضاء محكوميته، أعادت فرض حكمه السابق بالسجن المؤبد و18 عاماً، بحجة وجود "ملف سري"، كما حدث مع عشرات الأسرى المحررين ضمن صفقة "وفاء الأحرار".
محطات مؤلمة
في 2021، فقد نائل شقيقه ورفيق دربه عمر البرغوثي (أبو عاصف)، ومنعته إسرائيل من وداعه، كما سبق أن حرمته من وداع والديه.
وتعرض البرغوثي، حسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين (حكومية)، "لعمليات تنكيل وعزل وسلب وتعذيب واعتداءات غير مسبوقة بكثافتها".
دخل البرغوثي موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكونه أقدم أسير سياسي في العالم، إذ قضى أطول فترة أسر عرفها التاريخ داخل سجون إسرائيل.
واليوم الخميس أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، بينهم 50 محكوماً بالمؤبد و60 من الأحكام العالية و47 أسيراً من أسرى "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، و445 أسيراً من غزة جرى اعتقالهم خلال حرب الإبادة الإسرائيلية.
وبدا الأسرى المحررون في وضع صحي متدهور للغاية، مع آثار تعذيب وكسور في أماكن متفرقة من الجسد، فضلاً عن معاناتهم من إهمال طبي.
وأبعدت إسرائيل البرغوثي، ضمن أسرى آخرين إلى مصر، ومنعت زوجته من السفر لاستقباله، تماماً كما فعلت مع عائلات أسرى آخرين.
وبوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى ومحتجزين بين "حماس" وإسرائيل.
ويتضمن الاتفاق 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية خلال المرحلة الحالية، وتنتهي المرحلة الأولى السبت المقبل، وكان مفترضاً بدء مفاوضات المرحلة الثانية في 3 فبراير/شباط الجاري.
ويعرقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء مفاوضات المرحلة الثانية، ويفضل تمديد الأولى لأسباب بينها أن المرحلة الثانية تنص على إنهاء حرب الإبادة وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من غزة.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل، بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.