مقتل مسعفين بغارات في لبنان.. والاحتلال يرفض التعليق بشأن استهداف صفي الدين
قتل 7 لبنانيين بينهم 4 مسعفين وعنصر بالدفاع المدني، وأصيب آخرون، بغارات إسرائيلية جنوب لبنان، فيما  رفض جيش الاحتلال نفي أو تأكيد استهداف القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين، في هجوم نفذه مساء الخميس، على الضاحية الجنوبية لبيروت.
دخان وألسنة اللهب تتصاعد بعد أن ضربت الغارات الجوية الإسرائيلية مباني في الضاحية الجنوبية لبيروت / صورة: AA (AA)

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية اليوم الجمعة، في خبر مقتضب صباح الجمعة، بسقوط "شهيدين في غارة نفذها الطيران المعادي (الإسرائيلي) فجراً، على منزل في بلدة خربة سلم"، في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية (جنوب).

واستهدف "الطيران الحربي المعادي (الإسرائيلي) سيارة للهيئة الصحية الإسلامية (تابعة لحزب الله)، قرب مستشفى مرجعيون الحكومي جنوبي لبنان، وأدت تلك الغارة، وفق وكالة الأنباء إلى مقتل 4 مسعفين من الهيئة بقصف إسرائيلي قرب مستشفى مرجعيون الحكومي.

من جهته، قال مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان إن إسرائيل تواصل "جرائمها الإرهابية ضدّ الإنسانية"، وأوضح أنه بعد "غاراتها الوحشية التي أدت إلى تدمير العشرات من المباني السكنية في الضاحية الجنوبية ببيروت (الخميس)، أغارت على فرق الدفاع المدني التي تعمل على إزالة الركام وانتشال المصابين".

وأدت هذه الغارات إلى "استشهاد أحد عناصر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية (تابعة للحزب) وجرح عدد آخر منهم"، وطالب المكتب، الحكومة اللبنانية والمؤسسات الدولية المعنية "بإدانة هذا العمل البربري المخالف لكل الأعراف الإنسانية والقرارات الدولية وفعل ما يمكن للسماح لهذه الفرق الإنسانية من القيام بواجباتها الإنسانية الإنقاذية".

"إنذارات الإخلاء"

وأغار "الطيران الحربي" قبل منتصف الليل على بلدة البرج الشمالي (قضاء صور في محافظة الجنوب) ما أدى إلى أضرار جسيمة في المنازل المحيطة بالمكان، واستهدفت الغارات أيضاً بلدة البياضة، في قضاء صور جنوب لبنان، قرب مركز للجيش اللبناني، وأسفرت عن جرحى نُقلوا إلى مستشفيات صور..

كما استهدفت المقاتلات الإسرائيلية بلدتي ظهيرة والبستان في قضاء صور، ومبنى في محيط "سنتر درويش" (يضم متاجر) على الطريق العام الرابط بين قرية شوكين والنبطية في الجنوب، ما تسبب في تدميره ووقوع إصابات، لم تحدد وكالة الأنباء عددها.

المدفعية الإسرائيلية قصفت الجمعة أطراف بلدات مجدل زون وشيحين والجبين وأطراف علما الشعب وطير حرفا والناقورة والأودية المجاورة (جنوب) بالقذائف الثقيلة من عيار 155ملم، وفق وكالة الأنباء، فيما تعرضت بلدة ظهيرة لقصف بقذائف هاون من عيار 120 ملم.

وكانت الطائرات الإسرائيلية في وقت سبق ذلك شنت غارتين متتاليتين على طريق عام البرغلية-القاسمية شمال صور في محافظة الجنوب، وغارة على أطراف بلدة طورا، في صور، وعملت البلدية على فتح الطريق بعد أن أغلقتها الغارة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة، أنذر بإجلاء سكان 35 قرية ومنطقة جنوب لبنان "فوراً" والتوجه إلى شمال نهر الأولي. وتشهد عدة مناطق في لبنان حركة نزوح من السكان هرباً من الغارات الإسرائيلية المتواصلة.

"هاشم صفي الدين"

وفي السياق، رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي نفي أو تأكيد استهداف القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين، في هجوم نفذه مساء الخميس، على الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وتردد اسم صفي الدين باعتباره أحد المرشحين الأوفر حظاً لتولي منصب الأمين العام لحزب الله، خلفاً لحسن نصر الله الذي اغتالته إسرائيل بالضاحية الجمعة الماضي.

وذكرت هيئة البث العبرية، الجمعة، أن "الجيش الإسرائيلي يقول إن الهجوم الذي نُفذ بعد منتصف الليل في منطقة الضاحية في بيروت كان يستهدف مقر المخابرات الرئيسي لحزب الله، وجرى تنفيذ الهجوم باستخدام طائرات مقاتلة أسقطت عشرات القذائف من الجو".

وأضافت: "يرفض الجيش منذ الصباح التعليق بشأن هوية مسؤولي حزب الله الذين كانوا موجودين وقت الهجوم، أو تأكيد أن هدف الهجوم القوي كان رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، الشخص المنتظر أن يخلف زعيم التنظيم حسن نصر الله".

وقال موقع "واينت" الإسرائيلي إن طائرات حربية إسرائيلية ألقت نحو 73 طناً من القنابل على الضاحية خلال الهجوم، ونقل عدد من وسائل الإعلام العبرية عن مسؤولين إسرائيليين أن صفي الدين "كان هدف الهجوم"، وقالت القناة 12، الجمعة: "كان هاشم صفي الدين، المسؤول البارز في حزب الله والمستهدف بالهجمات في المخبأ، ولم يُعرف بعد ما إن كان الاغتيال نجح".

"قائد منظومة الاتصالات"

كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، اغتيال قائد منظومة الاتصالات بحزب الله محمد رشيد سكافي بغارة على بيروت الخميس، وقال في بيان: "هاجم الجيش الإسرائيلي أمس بشكل دقيق في منطقة بيروت وقضى على محمد رشيد سكافي قائد منظومة الاتصالات في حزب الله".

وأضاف أن سكافي "كان من القادة القدامى في حزب الله، وشغل منصب قائد منظومة الاتصالات منذ سنة 2000 وكان مقرباً من كبار قادة حزب الله وامتلك خبرة وصلاحيات واسعة بالتنظيم".

وتابع: "كان سكافي يبذل جهوداً حثيثة لتطوير اتصال متواصل بين كل الوحدات والمنظومات في حزب الله في وقت الروتين وفي الطوارئ بهدف الحفاظ على استمرارية نقل المعلومات في التنظيم بشكل متواصل"، وزعم جيش الاحتلال أن "منظومة الاتصالات تعتبر وحدة ركن مسؤولة عن استمرارية الاتصال في الحزب وعن تطوير وصيانة أنظمة الاتصال".

والخميس، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن طائرات تابعة له أغارت على "أهداف استخبارية لحزب الله" في بيروت، "حيث كان داخلها عناصر الوحدة ووسائل جمع المعلومات ومقرات القيادة وبنى تحتية أخرى"، وفق بيان له.

وأفادت وكالة أنباء لبنان الخميس، بأن الطيران الإسرائيلي شن سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية، طالت حي معوض ما تسبب بانهيار مبنى بالكامل، كما استهدفت ‫حارة حريك وبرج البراجنة وحي الأمريكان، والغبيري، كما أنذر جيش الاحتلال المواطنين في عدة مبانٍ بضاحية بيروت الجنوبية وتحديداً في حي برج البراجنة، بإخلائها تمهيداً لاستهدافها بقنابل طائراته.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، ما أسفر، حتى مساء الخميس، عما لا يقل عن 1156 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، وأكثر من 3191 جريحاً، ومليون و200 ألف نازح، وفق رصد لبيانات رسمية لبنانية.

في المقابل، يستمر دوي صافرات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل، إثر إطلاق كثيف من "حزب الله" لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم إسرائيلي صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

TRT عربي - وكالات