غزة.. 10328 شهيداً وتحذيرات من تعرّض 900 ألف شخص للإبادة وسط غارات مكثفة
في اليوم 32 من الغارات المكثّفة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على غزة ليلاً، استُشهد 10328 شهيداً، بينهم 4237 طفلاً و 2719 سيدة، بينما أكد مسؤول أممي أن العدد الكبير للقتلى في قطاع غزة يجعل العالم أمام "تحدٍّ إنساني".
فلسطينيون فوق الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي لمنطقة دير البلح / صورة: AA (AA)

لليوم 32 على التوالي تواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية، ليل الاثنين/الثلاثاء، شن غارات مكثفة وقصفها للمنازل والمباني في مناطق مختلفة بقطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وصلت إلى 10328 شهيداً، بينهم 4237 طفلاً و2719 سيدة، بينما تجاوزت عدد الإصابات الـ25 ألف إصابة.

ويستمر القصف الإسرائيلي عقب فشل مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، بعد جلسة مغلقة عقدها المجلس، وهي الجلسة الثالثة خلال شهر لبحث سبل وقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.

وقال روبرت وود نائب مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في تصريحات عقب الجلسة إنه "لم يُتوصَّل إلى اتفاق بعد". وذكر وود أن مسألة وقف إطلاق نار إنساني طُرحت في الجلسة، لكن لا تزال حولها وجهات نظر مختلفة في المجلس.

من جهته قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون إنه بطلب من بلاده والإمارات عقد المجلس جلسة لمناقشة "الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات ومخيمات اللاجئين ومنشآت الأمم المتحدة".

استمرار الغارات

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن "5 مواطنين على الأقل، بينهم سيدة، استُشهدوا وأُصيب آخرون إثر استهداف طائرات الاحتلال بعد منتصف الليلة منزلاً في مخيم الشابورة برفح جنوب قطاع غزة".

كما "سقط 8 شهداء بقصف استهدف منزلاً في منطقة معن شرق خان يونس جنوبي القطاع".

وقال المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف إن عدداً من الشهداء سقطوا وأصيب عدد كبير من الفلسطينيين: "بسبب قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية حياً سكنياً في مدينة دير البلح".

وأفادت مصادر طبية "باستشهاد مواطن ووقوع إصابات في قصف استهدف مبنى سكنياً شمالي قطاع غزة".

وأدّت غارات إسرائيلية استهدفت محيط مستشفى كمال عدوان ومستشفى القدس إلى استشهاد فلسطينيَّين وإصابة آخرين. كما استهدف الاحتلال منزلاً في القرارة شرق خان يونس جنوبي القطاع، ما أدّى إلى وقوع إصابات.

واستهدف طيران الاحتلال مناطق متفرقة على طول شارع الرشيد مقابل منطقة تل الهوا غرب مدينة غزة، وتوالى القصف المدفعي المكثف على منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة.

وقصف الاحتلال عدداً من المواقع في محيط مفترق الشعبية وسط مدينة غزة. وقُبيل ذلك تركزت عمليات القصف بالطائرات والمدفعية في محيط مستشفى القدس بمنطقة تل الهوا وفي مخيم الشاطئ، والمغازي، وحي الزيتون، وبيت حانون ومناطق في شمال بيت لاهيا، وغيرها من مناطق قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة آخرين.

في السياق قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بصاروخين محيط مستشفى القدس، مناشداً المنظمات تقديم المساعدة والإمدادات الأساسية بسرعة لمحافظة غزة والمنطقة الشمالية.

وتوقعت مصادر طبية نفاد مخزون الوقود الخاص بمولد كهرباء مستشفى القدس خلال الساعات الـ48 المقبلة، بينما أكدت مصادر بمستشفى العودة أن مخزون الوقود بدأ في النفاد وسيصل إلى الصفر خلال 30 ساعة.

وقالت مصادر بالمستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة إنه بقي 24 ساعة على توقف المستشفى بالكامل جرّاء نفاد الوقود، وإن بعض أقسام المستشفى الحيوية توقف بالفعل.

في سياق متصل دحضت المجموعة المتطوعة التي بنت المستشفى الإندونيسي في غزة مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن حركة حماس تستخدم المنشأة الطبية في شن هجمات.

ورداً على اتهامات الاحتلال قال سربيني عبدول مراد رئيس مجموعة "إم إي آر-سي" التطوعية التي موّلت إنشاء المستشفى الإندونيسي: "بنينا هذا المستشفى لمساعدة الآخرين وفقاً لاحتياجات أهل غزة".

وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات في غزة غطاءً لعملياتها تحت الأرض.

900 ألف فلسطيني محاصر في مدينة غزة وشمالها

أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن قرابة 900 ألف فلسطيني لا يزالون موجودين في محافظتي غزة وشمال القطاع، رغم مساعي الجيش الإسرائيلي لإجبار السكان على النزوح إلى الجنوب عبر القصف الجوي والمدفعي المتواصلين.

جاءت تصريحات المكتب رداً على ادعاءات الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيحاي أدرعي فيها أن أنه أُعيد فتح "ممر الإجلاء" أمام المدنيين في شمال غزة للعبور إلى جنوبها بين الساعات المحددة من الثلاثاء (10.00 صباحاً-14.00 بعد الظهر) بالتوقيت المحلي.

ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال مقطعاً مصوراً ظهر فيه أشخاص يحملون بأيديهم رايات بيضاء، يسيرون على الأقدام على طول طريق تتمركز قربه دبابات تبدو أنها إسرائيلية.

ورداً على ذلك، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، من تداول هذا الفيديو، مفنداً رواية المتحدث الإسرائيلي.

وفي السياق نفسه ، أشار بيان صحفي للمكتب إلى أن نحو 2% من إجمالي سكان قطاع غزة باتوا ضحايا مباشرين جرّاء هذا العدوان، إما شهداء وإما جرحى.

وأشار إلى أن مستشفيات قطاع غزة تستقبل بالمتوسط جريحاً في كل دقيقة منذ بداية العدوان و15 شهيداً في كل ساعة، وأن متوسط الشهداء من الأطفال 6 في كل ساعة، ومن الإناث 5 في الساعة الواحدة.

2.3 مليون نسمة باتوا نازحين قسراً عن منازلهم بسبب القصف والغارات على قطاع غزة (AA)
وأكد المكتب أن "30 ألف طن من المتفجرات قصف بها قطاع غزة، بمتوسط 82 طناً لكل كيلومتر مربع".
وأوضح أن "50% من الوحدات السكنية في قطاع غزة تضررت جرّاء القصف والغارات، وأن 10% من الوحدات السكنية هُدمت كلياً أو باتت غير صالحة للسكن".
وتابع: "33% من مدارس قطاع غزة تضررت جرّاء القصف ونحو 9% منها خرجت عن الخدمة، وأن 14% من مساجد قطاع غزة تضررت، و5% منها هُدمت بشكل كامل".

تدمير 27 آلية عسكرية إسرائيلية خلال 48 ساعة

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، أنها دمرت 27 آلية عسكرية إسرائيلية كلياً أو جزئياً في المعارك الدائرة بغزة خلال الساعات الـ48 الأخيرة.

وقال أبو عبيدة في بيان مقتضب على حسابه بمنصة تليغرام: "دمّر مجاهدو القسام في محاور القتال خلال الساعات الـ48 الأخيرة كلياً أو جزئياً 27 آلية عسكرية".

وأضاف: "كما دكّوا القوات (الإسرائيلية) المتوغلة بعشرات قذائف الهاون، والتحموا في اشتباكات مباشرة مع قوات العدوّ وأوقعوا فيها خسائر محققة".

وحتى الساعة 17:30 (ت.غ) لم يصدر عن الجيش الإسرائيلي تعليق على بيان كتائب القسام.

ومنذ 32 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي "حرباً مدمرة" على غزة، استُشهد فيها 10 آلاف و328 فلسطينياً، منهم 4237 طفلاً و2719 سيدة، وأُصيب أكثر من 25 ألفاً آخرين، كما استُشهد 163 فلسطينياً واعتُقل 2200 في الضفة الغربية، حسب مصادر فلسطينية رسمية.

TRT عربي - وكالات