مجازر بمدارس تؤوي نازحين في غزة وأوامر الإخلاء تجبر العائلات على نزوح مستمر
قالت وسائل إعلام فلسطينية إن نحو 50 استشهدوا بغارات للاحتلال على مناطق بغزة خلال الـ24 ساعة الماضية. واستُشهد 8 وأُصيب عدد كبير بقصف استهدف عائلة حمودة ببيت لاهيا شمالي القطاع، كما استهدف طيران الاحتلال منزلاً بمخيم النصيرات مخلفاً عدداً من الجرحى.
شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على نازحين بمدرسة في غزة / صورة: AFP / صورة: AA (AA)

كما استُشهد ما لا يقل عن 25 مواطناً، حتى عصر الأربعاء، في سلسلة غارات نفّذها طيران الاحتلال الإسرائيلي على منازل ومدرسة وخيام تؤوي نازحين وسط وجنوب قطاع غزة. وقالت مصادر طبية ومحلية إن طيران الاحتلال جدد قصفه لمدرسة صلاح الدين في شارع الجلاء بمدينة غزة، ما أدى لسقوط عدد من الشهداء.

وشن طيران الاحتلال سلسلة غارات على المناطق الشرقية لمحافظة خان يونس، ما أدى لاستشهاد ما لا يقل عن 21 شهيداً، حيث سقط شهيد بقصف منزل في منطقة الضابطة الجمركية شرقي خان يونس، فيما نقل المسعفون وطواقم الإنقاذ ومواطنون 13 شهيداً إلى مستشفى ناصر نتيجة القصف على هذه المناطق. كما استُشهد طفلان و5 نساء، بقصف الاحتلال خيام نازحين في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، وسقط عدد من الشهداء بقصف خيمة في منطقة الزنة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة. كما شن طيران الاحتلال سلسلة غارات على أرض في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس. وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، سقط 4 شهداء في قصف الاحتلال منزلاً لعائلة أبو رحمة قي منطقة السوق بالمخيم.

وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي يرتكب مجازر في منطقة مواصي القرارة غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، في أعقاب توغل مفاجئ للآليات العسكرية رافقه إطلاق عشوائي للنيران صوب خيام النازحين. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، في بيان: "مجازر تحدث الأربعاء بحق النازحين في مناطق مواصي القرارة بخان يونس".

في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع، في بيان: "في ظل اقتراب عمليات جيش الاحتلال العسكرية من محيط مستشفى شهداء الأقصى (وسط)، نهيب بكل المؤسسات الدولية والأممية ذات العلاقة اتخاذ ما يلزم لحماية المستشفى والطواقم الطبية والمرضى الموجودين بداخله". وأفادت الوزارة بأن "المستشفى يتكدس فيه مئات المرضى، ولا يوجد أمامنا أي بدائل أو خيارات أخرى".

وأعلنت وزارة الصحة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع إلى 40 ألفاً و223 شهيداً، و92 ألفاً و981 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأوضحت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر في القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 50 شهيداً و124 مصاباً خلال 24 ساعة. وأكدت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

ويقع مستشفى شهداء الأقصى شرقي مدينة دير البلح، في منطقة زعمت إسرائيل أنها "إنسانية"، وبالقرب من مناطق الإخلاء الجديدة التي فرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين قسراً.

بدورها، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في بيان إن العمليات العسكرية المستمرة وأوامر الإخلاء المتكررة أجبرت العائلات في غزة على النزوح مراراً وتكراراً، مشيرةً إلى أنه يعيش نحو 30 ألف شخص في كل كيلومتر مربع بمنطقة المواصي حالياً، مقارنةً بـ1200 شخص لكل كيلومتر مربع قبل الحرب.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن 9 من كل 10 أشخاص في غزة تعرضوا للتهجير بسبب الهجمات الإسرائيلية. كما تشير بيانات المنظمة إلى أن معظم الفلسطينيين في غزة يضطرون إلى الانتقال مرة واحدة على الأقل شهرياً.

ورأى المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، أن قطاع غزة لم يعد صالحاً للأطفال، متسائلاً: هل تبقت أي إنسانية؟ وأكد لازاريني أن "غزة لم تعد مكاناً صالحاً للأطفال. هم أول ضحايا هذه الحرب القاسية. لا يمكننا أن نسمح بأن يصبح الأمر الذي لا يطاق هو المعيار الجديد.. كفى.. وقف إطلاق النار تأخر كثيراً".

وقالت حركة حماس إن القصف الوحشي الذي نفذه جيش الاحتلال على مدرسة صلاح الدين إمعانٌ في حرب الإبادة في قطاع غزة، وتأكيد لنهج حكومة المتطرفين الصهاينة تعمد استهداف المدنيين العزل بمراكز الإيواء والنزوح.

والأربعاء، أمر جيش الاحتلال السكان والنازحين في عدد من بلدات دير البلح بإخلائها استعداداً لمهاجمتها، في تقليص جديد للمناطق التي يدّعي أنها "آمنة". وحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع جراء الحرب الإسرائيلية نحو مليوني شخص من إجمالي 2.3 مليون نسمة.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حرباً على غزة خلّفت نحو 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

TRT عربي - وكالات