ونشرت وسائل إعلام عبرية، بينها القناة "12" الخاصة، صورة لغالانت تجمعه مع رئيس الكنيست أمير أوحانا خلال تقديم خطاب استقالته. واستبق غالانت تقديم خطاب استقالته بكلمة متلفزة أعلن خلالها قراره الذي شمل "اعتزال الحياة السياسية مؤقتاً".
وقال إنه "في الخدمة العامة توجد لحظات لابد فيها من التوقف من أجل الوصول إلى الأهداف المطلوبة".
وبينما لم يذكر غالانت بشكل مباشر أسباب استقالته من الكنيست، الذي احتفظ بعضويته عن حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو منذ 2015، وجّه انتقادات شديدة إلى الأخير، متهماً حكومته بالسعي لتمرير قوانين عبر الكنيست تتعارض مع احتياجات الجيش. وخص بالذكر منها مشروع قانون إعفاء اليهود المتشددين دينيا (الحريديم) من الخدمة العسكرية.
وفي هذا الصدد، قال غالانت: "كَوني وزيراً للدفاع خلال حرب صعبة وطويلة، فهمت أن مسألة تجنيد الحريديم بالجيش ليست قضية اجتماعية فقط، بل هي، أولاً وقبل كل شيء، حاجة أمنية وعسكرية ضرورية".
وأضاف: "عملت من أجل تجنيد متساو لجميع من في سن التجنيد، وبسبب موقفي (الرافض لمشروع قانون إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية) من أجل مصلحة إسرائيل واحتياجات الجيش جرت إقالتي من منصب وزير الدفاع" في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وسرد غالانت لاحقاً ما اعتبره "إنجازات" خلال توليه منصب وزير الدفاع منذ أواخر 2022، وحتى تاريخ إقالته. وادعى ضمن ذلك "النجاح" في القضاء على قيادة حركة "حماس" التي قال إنها "لم تعد تعمل كمنظمة عسكرية".
وأضاف: "المؤسسة الأمنية بقيادتي هيّأت الظروف لتحقيق جميع أهداف الحرب (على غزة) وأهمها عودة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة). وهذا واجب أخلاقي أسمى، ومن دون استكماله لن يكون هناك نصر"، على حد تعبيره.
وأكد غالانت، تحمله المسؤولية عن كل ما حدث منذ بداية توليه منصبه كوزير للدفاع في الأشهر التي سبقت حرب الإبادة على غزة وحتى نهاية منصبه بعد مرور أكثر من عام على بدء تلك الحرب.
ووفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية الخاصة، من المتوقع أن يشغل عبد عفيف، الممثل عن الدروز والأقليات في حزب الليكود، مقعد غالانت في الكنيست ليكمل عدد مقاعد حزبه البالغة 32 مقعداً.
وأثارت استقالة غالانت من الكنيست ردود فعل متباينة في المشهد السياسي الإسرائيلي. إذ أبدى زعيم المعارضة يائير لابيد، تضامنه مع غالانت. وعبر منصة إكس، صرح لابيد: "لقد قال غالانت الحقيقة اليوم: إقالته (وزيراً للدفاع) جاءت لتمرير قانون التهرب من التجنيد المشين الذي يعد خيانة لجنودنا وللقتلى والجرحى".
كما دعا وزير الدفاع الأسبق بيني غانتس، غالانت، للتراجع عن استقالته والبقاء في الكنيست، قائلاً عبر منصة إكس: "لا تمنحهم صوتاً لإقرار قانون التهرب من التجنيد"، في إشارة إلى تعيين حزب الليكود بديلاً له في الكنيست.
أما حزب الليكود فالتزام الصمت رسمياً إزاء قرار غالانت بالاستقالة من الكنيست باستثناء منشورات على منصة إكس لبعض أعضائه، بما في ذلك أفيخاي بورون. وقال بورون: "يعلم يوآف غالانت أنه إذا لم يستقل من الكنيست اليوم، فإن كتلة الليكود ستعلنه منشقاً".
ومضى موضحاً: "في ديسمبر/كانون الأول المنصرم، لم يبق غالانت في مبنى الكنيست سوى ساعة و39 دقيقة"، في إشارة إلى مقاطعة وزير الدفاع السابق للتصويت على قوانين الائتلاف الحكومي خلال الفترة الأخيرة، بما في ذلك قوانين موازنة 2025.
وتأتي استقالة غالانت من الكنيست بينما تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.