مئات الشهداء والجرحى بشمال غزة واستمرار الإبادة وسط حصار وتدمير المستشفيات
استُشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون اليوم الأحد في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، في حين تواصل قوات الاحتلال، على مدار الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، قصف مخيم وبلدة جباليا ومحيطيهما بشكل عنيف ومكثف.
فلسطينيون يحملون أمتعتهم الشخصية وينزحون من مخيم جباليا للاجئين في مدينة غزة في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2024. / صورة: AA (AA)

وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بسقوط شهداء وجرحى جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية منزلاً لعائلة البرعي بمخيم جباليا، ولم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إلى مكان القصف بسبب الاستهداف الإسرائيلي المباشر لها، وسط مناشدات لإنقاذ عالقين تحت الأنقاض.

ولليوم السادس عشر يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره المشدد على محافظة شمال قطاع غزة، وارتكاب مجازر مروعة أودت بحياة مئات المواطنين، واستهداف المستشفيات والطواقم الطبية.

وواصل جيش الاحتلال على مدار الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد قصف مخيم وبلدة جباليا ومحطيهما بشكل عنيف ومكثف، وطال القصف محيط مستشفيات العودة واليمن السعيد وكمال عدوان، كما واصل الجيش عمليات نسف وإحراق المنازل بشمالي القطاع.

وأطلق الجيش النار تجاه كل من يحاول الخروج من المناطق المحاصرة للحصول على الطعام أو المياه، في حين أفادت مصادر طبية لوكالة الأناضول بأن العشرات من الجرحى تحت أنقاض منازل قصفتها إسرائيل.

بدوره قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في بيان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "قصف المستشفى وأطلق النار بشكل عنيف باتجاه مبانيه واستهدف خزانات المياه وشبكة الكهرباء". وأضاف أبو صفية: "إن عشرات المفقودين والجرحى تحت الأنقاض فقدوا حياتهم جراء منع وعرقلة الجيش الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، وتركهم لساعات طويلة دون إنقاذ".

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي بدء اجتياح في شمال قطاع غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، فيما يقول الفلسطينيون إنّ إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

واليوم الأحد، استشهد خمسة أشخاص في قصف للاحتلال على منطقة المواصي غرب رفح ومنطقة خربة العداس، ومنطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة.

وأفادت لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن طائرة مسيّرة للاحتلال استهدفت مجموعة من أشخاص في منطقة المواصي غرب رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد شخصين، كما قصفت مسيّرة للاحتلال منطقة خربة العدس شمال رفح، ما أدى إلى استشهاد اثنين آخرين.

وشنت طائرات الاحتلال الحربية غارة على منطقة الصفطاوي شمال غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد شخص وإصابة آخرين.

وفي مدينة غزة قصف جيش الاحتلال منزلاً لعائلة دلول في محيط مفترق الطيران وسط المدينة، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجراح نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفق بيان لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني.

وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول بأن "الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ حزاماً نارياً جنوب غرب مدينة غزة، وأطلقت الآليات الإسرائيلية النار تجاه حي التفاح شرق المدينة".

أما في المحافظة الوسطى فقد قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية خيمة للنازحين في محيط مسجد التوبة في مدينة دير البلح، ما أدى إلى إصابة 5 فلسطينيين بجروح، حسب ما ذكرته مصادر طبية فلسطينية لمراسل الأناضول.

وأصيب عدد آخر من الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، جراء قصف الطائرات الإسرائيلية منزلاً يؤوي عشرات النازحين في بلدة الزوايدة غرب المنطقة الوسطى، وفق شهود عيان.

وتأتي هذه التطورات بعد مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع بعد قصفه لمنطقة سكنية كاملة. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة مقتل 73 مدنياً فلسطينياً وسقوط عشرات الجرحى والمفقودين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في المجزرة الإسرائيلية.

وأجبر الاحتلال بالقوة العسكرية وتحت وطأة القصف والاستهداف مئات الفلسطينيين للنزوح من مراكز الإيواء قرب المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وصولاً إلى مدينة غزة، قاطعين مسافة 8 كيلومترات سيراً على الأقدام.

واقتحمت دبابات الاحتلال مراكز الإيواء واعتقلت عشرات الفلسطينيين من الشبان والرجال النازحين داخلها، قبل أن تجبر الباقين على التوجه عبر طريق صلاح الدين إلى جنوب القطاع.

ورفض هؤلاء الفلسطينيون النزوح إلى جنوب قطاع غزة وفق ما أمرهم به جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقرروا التوجه إلى مدينة غزة لإفشال أي مخطط إسرائيلي يرمي إلى تهجيرهم.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

TRT عربي - وكالات