"ليست حتمية".. مسؤولان إسرائيليان سابقان يقيّمان احتمالات الحرب مع لبنان
اعتبر مسؤولان إسرائيليان سابقان، اليوم الخميس، أن اندلاع حرب مع "حزب الله" في لبنان بات احتمالاً كبيراً، لكنهما شككا في حتميتها، مشيران إلى أن محاربة حزب الله هي هزيمة لإسرائيل، لأنه سيكون 80% من سكان إسرائيل في الملاجئ.
عمود من الدخان يتصاعد في أثناء قصف الاحتلال الإسرائيلي قرية كفرشوبا بجنوب لبنان في 26 يونيو/حزيران، 2024، / صورة: AFP (AFP)

وذكر رئيس مجلس الأمن القومي السابق إيال حولتا في حديث لهيئة البث الإسرائيلية: "أن احتمال شن حملة (حرب) في الشمال (لبنان) مرتفع نسبياً"، معتبراً أن "خطوات حزب الله مؤخراً هي الأكثر خطورة، وتشير إلى أنه يعتقد أنه قد جرى احتواؤنا"، مضيفاً أن "الجيش الإسرائيلي جاهز على الحدود الشمالية في حال اقتحام قوة رضوان للبلدات الإسرائيلية".

وقال حولتا، إن "دولة لبنان وكذلك زعيم حزب الله نصر الله غير مهتمين بالحرب مع إسرائيل"، مضيفاً: "عليهم أن يخشوا الحرب، إذا لم نتمكن من استخدام قوة التهديد وممارسة قوتنا بطريقة تغيّر مسار الجانب الآخر، نكون بحالة إنكار"، ومشدداً على ضرورة عودة الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم من بلدات شمال إسرائيل إلى منازلهم مع بداية العام الدراسي في الأول من سبتمبر/أيلول.

وأضاف: "سينشر الجيش الإسرائيلي دفاعات جوية، وحزب الله يعلم أنه إذا استمرت الهجمات بطريقة تضر بالعام الدراسي، فلن يكون هناك خيار، وسنفعل ما هو ضروري"، قائلاً "حتى الوسطاء الذين يعملون على التوصل إلى اتفاق سياسي سيفهمون الجدول الزمني"، في إشارة إلى موعد بدء العام الدراسي.

"ليست حتمية"

من جانبه، قال الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، غيؤرا آيلاند، لإذاعة 103FM المحلية: "يبدو أننا نقترب من الحرب، لكنها ليست حتمية"، ورأى أن "الشيء الوحيد الذي يقلق العالم، وربما يقلق نصر الله، هو تدمير لبنان"، معتبراً أن "حزب الله لا يزعجه أن يهاجمه المزيد من الجنود والصواريخ، أياً كان الضرر، فإن الإيرانيين سيسارعون إلى منحه المزيد".

وأردف آيلاند: "الشيء الوحيد الذي يزعجه هو أنه وطني لبناني على طريقته، كشخص بنى شرعيته بصفته مدافعاً عن لبنان، ويدرك أنه سيكون هناك دمار كبير، إذ سيصبح وسط بيروت مثل قطاع غزة"، مستدركاً أن "محاربة حزب الله هي هزيمة لإسرائيل، سيكون 80% من سكاننا في الملاجئ، ولن يكون لدينا اقتصاد بعد ذلك".

وأضاف: "أولئك الذين يدخلون في الصيغة الخاطئة، ويتحدثون وكأن حزب الله منظمة إرهابية، عليهم أن يتذكروا أن هذا ليس 500 شخص يحملون الكوفيات وبنادق الكلاشينكوف"، مشيراً إلى أن "الحرب على لبنان ليست حرباً نخوضها بكل سرور، لكن الضغط الدولي الذي يحدث اليوم من خلال العديد من الدول يرجع فقط إلى أن العالم يعرف أنه إذا كانت هناك حرب فسيبدو الأمر كما أقول".

وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين تل أبيب و"حزب الله"، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، ولا سيما مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوع "التصديق" على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.

ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان أبرزها "حزب الله" مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلّف مئات بين قتل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني، ويرهن "حزب الله" وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرباً تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، ما أسفر عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.

TRT عربي - وكالات