لجنة أممية: ممارسات غير قانونية استُخدمت لقمع المعارضة في عهد الأسد
أفادت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا بأن الممارسات غير القانونية مثل الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري استُخدمت "بشكل ممنهج لقمع المعارضة" في أثناء حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
لجنة أممية: ممارسات غير قانونية استُخدمت لقمع المعارضة في عهد الأسد / صورة: AA Archive (AA Archive)

جاء ذلك في تقرير نشرته اللجنة التابعة للأمم المتحدة بعنوان "شبكة الألم: الاحتجاز التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة في الجمهورية العربية السورية"، وذلك بعد إجراء مقابلات مع آلاف الشهود بشأن التجاوزات التي حدثت في عهد نظام الأسد المخلوع.

وجاء في التقرير: "استخدمت الحكومة السورية السابقة (نظام الأسد) بشكل ممنهج الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري لقمع المعارضة، وتشكل هذه الأفعال جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وبعضاً من أسوأ الانتهاكات المنهجية للقانون الدولي المرتكبة في أثناء النزاعات".

وأشار التقرير إلى أنه جرى إطلاق سراح المعتقلين من غرف التعذيب بعد الإطاحة بالنظام السابق، مبيناً أن هذا يشير إلى "تغير بالنسبة إلى السوريين كان من غير الممكن تصوره قبل شهرين".

الألم مستمر

وأكد التقرير أن الانتهاكات المتعلقة بالاعتقالات في عهد الأسد "صادمة للشعب السوري"، لافتاً إلى أن "الألم مستمر لدى عشرات الآلاف من العائلات التي لم تتمكن من العثور على ذويها المفقودين بين المعتقلين المفرج عنهم".

وذكر أن اكتشاف المقابر الجماعية قاد عديداً من العائلات إلى "أسوأ نتيجة".

وأردف: "شدد الخبراء على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراء حاسم للحفاظ على الأدلة والأرشيفات ومسارح الجريمة، بما في ذلك المقابر الجماعية، حتى يتمكنوا من فحصها، وإجراء حفريات الطب الشرعي عندما تقتضي الحاجة".

وأشار التقرير إلى أن المفرج عنهم كانوا يعانون من التعذيب وسوء التغذية وأمراضاً مختلفة، وأكد أن هؤلاء الأشخاص "تُركوا ليموتوا في آلام لا تطاق".

الحفاظ على الأدلة

ونقل التقرير عن رئيس اللجنة باولو بينيرو، قوله: "نمر بمرحلة انتقالية حرجة، ويمكن للحكومة الانتقالية والمسؤولين السوريين المستقبليين ضمان عدم تكرار هذه الجرائم مرة أخرى".

وذكر أنهم حصلوا على نتائج من تحقيقات استمرت ما يقرب من 14 عاماً، معرباً عن أمله في أن تساعد هذه النتائج على إنهاء الإفلات من العقاب على هذه الانتهاكات.

من جانبها، أوضحت العضو في اللجنة لين ويلشمان، أن هذه الأدلة قد تشكل أملًا للسوريين الذين لم يعثروا على أحبائهم بين من جرى الإفراج عنهم.

وأردفت: "نشيد بالسلطات الجديدة إزاء عزمها الحفاظ على المقابر الجماعية والأدلة، ونشجعها على بذل مزيد من الجهود بدعم من المجتمع المدني السوري المعنيّ والجهات الفاعلة الدولية".

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية.

TRT عربي - وكالات