وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الخميس تجدداً للغارات الجوية الإسرائيلية، إذ استهدفت مقاتلات حربية مناطق عدة، ما أسفر عن دمار كبير في المباني والبنى التحتية، فيما أدى توجيه جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذاراً جديداً لسكان منطقة حارة حريك إلى إخلاء منازلهم فوراً.
ومستعينا بـ3 خرائط، قال متحدث جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس: "إلى جميع سكان الضاحية الجنوبية، وتحديداً المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمجاورة لها في المناطق التالية: حدث بيروت وحارة حريك".
وأضاف موجهاً رسالة إلى السكان: "أنتم بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله، سيعمل الجيش ضدها قريباً". وتابع: "عليكم إخلاء هذه المباني والمجاورة لها فوراً والابتعاد عنها مسافة لا تقلّ عن 500 متر".
وجاءت الغارات بعد فترة من الهدوء الحذر خلال زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين لبيروت، التي استهدفت التوصل إلى هدنة أو تفاهمات لوقف التصعيد.
في الوقت نفسه كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من توجيه إنذارات مشابهة لمناطق عدة في جنوب لبنان، بما في ذلك مناطق في قضاء صور ومحافظة النبطية، تمهيداً لشن غارات جديدة، وسط تحذيرات للسكان بالابتعاد عن مناطق تعتبرها إسرائيل مواقع استهداف لحزب الله.
كما شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات على عدة بلدات في النبطية، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص بينهم امرأة في بلدة إبل السقي.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن "الطيران الحربي الإسرائيلي أغار عند منتصف الليل على بلدات ميفدون ومدينة الخيام وجبشيت وعبا وبريقع وأنصار وكفردجال، ورومين حيث استشهد مواطن".
وأضافت أن الغارات تواصلت على بلدات عزة وأركي ودير الزهراني وحومين التحتا وزبدين وكفرصير، ووادي الحجير وكفرشوبا، ولفتت إلى أن بلدتي شوكين ونهر زفتا جنوب لبنان تعرضتا لغارات إسرائيلية.
وأشارت إلى أن بلدات عنقون وعرب الجل شهدتا حركة نزوح إلى مناطق صيدا وإقليم الخروب في قضاء الشوف بعد ورود اتصالات "مشبوهة" بالإخلاء واتصالات لإخلاء 3 مبان في الصرفند.
وأدّى القصف المتواصل إلى حركة نزوح كبيرة في عدة قرى لبنانية باتجاه مناطق أكثر أماناً، كما استمر القصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق في مرجعيون والخيام، فيما كان الطيران الحربي يواصل تحليقه على ارتفاعات منخفضة في سماء المنطقة.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة المواجهات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على لبنان، مع إصرار إسرائيل على توسيع نطاق عملياتها العسكرية في لبنان بعد شنها حرباً شاملة على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و558 قتيلا و15 ألفا و123 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية حتى مساء الأربعاء.
ويومياً يردّ حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.