بدأت السلطات في جنوب إفريقيا في صرف مبالغ تمويل طارئ اليوم الجمعة، لمساعدة عشرات الآلاف الذين لم يعد لهم مأوى ولا يصلون إلى إمدادات المياه ولا الكهرباء بسبب الفيضانات والسيول التي جرفت منازلهم والطرق، وقتلت أكثر من 300 شخص على الساحل الشرقي للبلاد.
وفي هذا السياق قال وزير المالية إينوك جودونجوانا في تصريح لمحطة "نيوزروم أفريكا" التلفزيونية إن "مليار راند، أي ما يعادل 68.30 مليون دولار، مخصصة للإغاثة الطارئة متاحة للاستخدام الفوري بشكل مبدئي".
وتسببت فيضانات هذا الأسبوع في مقاطعة كوازولو ناتال في إسقاط أعمدة الكهرباء وتوقف خدمات الإمداد بالمياه واضطراب العمليات في أحد أكثر مواني إفريقيا ازدحاماً، كما تناثرت الأنقاض على الطرق السريعة والشواطئ.
وتابع جودونجوانا حديثه قائلاً: "لا نزال في مرحلة الإغاثة العاجلة. توجد حاجة إلى أن نسرع في هذا الصدد... المرحلة الأولى هي أن نحصل على تقييم للأضرار والتكلفة من محترفين. والمرحلة الثانية ستكون التعافي والإصلاح".
كارثة إنسانية
تقدر السلطات المحلية أن 395 شخصاً قتلوا حتى الآن، ومن المرجح أن يرتفع هذا الرقم بعد الانتهاء من عمليات البحث عن المفقودين المستمرة لليوم الجمعة.
وتضرر في المنطقة أكثر من 40 ألفاً. وجرى بالتالي إعلان المنطقة منكوبة يوم الأربعاء، ليتسنى ضخ مبالغ تمويل الإغاثة الطارئة.
ومن جانبه صرح سيفو هلوموكا الرئيس الإقليمي لوزارة إدارة الكوارث الجمعة في بيان: "للأسف يستمر عدد القتلى في الارتفاع وقد وصل إلى 395".
ومع حلول فجر الجمعة انطلق فريق خاص من الشرطة مدعوماً بطائرات هليكوبتر لإجراء عمليات بحث في وادٍ في ضاحية دوربان، حيث فُقد أثر 12 شخصاً.
ولم يعد للمسعفين مع مرور خمسة أيام عن الكارثة أمل كبير في العثور على أحياء.
وقد أوضح ترافيس تروور الذي يقود فرق إنقاذ: "انتهت المرحلة المكثفة من عمليات الإنقاذ إلى حد كبير. يتمثل عملنا حالياً بشكل أساسي في انتشال الجثث".
وتخشى السلطات التي تحدثت عن كارثة "غير مسبوقة" خسائر تقدر بمئات ملايين اليورو.
"مشهد مروع"
وفي الصباح بدأ متطوعون مسلحون بقفازات وأكياس نفايات تنظيف شواطئ دوربان التي عادة ما تقصدها العائلات والسياح.
وقال مورن ماستارد وهو متخصص في الكمبيوتر يبلغ من العمر 35 عاماً، كان قد انضم إلى فريق المتطوعين لتنظيف شاطئ "أوملانغا" الشهير: "إنه شاطئي حيث أجلب أطفالي، حيث نمضي عطلات نهاية الأسبوع".
وأضاف أنه "دمار مطلق ومشهد مروّع"، مشيراً إلى كل أنواع النفايات والأغراض والأواني والمكانس التي حملتها المياه باتجاه الشاطئ.
وشُرّد آلاف الأشخاص وافتتحت ملاجئ طوارئ. حيث ينام البعض منذ أيام على كراسي أو على قطع من الورق المقوى موضوعة على الأرض.
وفي بعض المناطق انقطعت المياه والكهرباء منذ الاثنين. وكان أشخاص يائسون يسحبون المياه من أنابيب مياه متفجرة.
في اليوم السابق اندلعت تظاهرات متفرقة لطلب المساعدة. ودعت مدينة دوربان إلى "التحلي بالصبر" مع تباطؤ عمليات الإغاثة "بسبب حجم الدمار الذي لحق بالطرق".
وناشدت السلطات المحلية بالتبرع بالغذاء وزجاجات مياه الشرب وأغطية.
وفي الأثناء جرى الإبلاغ عن أعمال نهب. وكانت المنطقة قد تعرضت لدمار هائل في يوليو/تموز الماضي خلال موجة غير مسبوقة من أعمال الشغب والنهب.
فيما أعلنت الأرصاد الجوية هبوب عواصف رعدية محذرة من مخاطر هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق خلال عطلة عيد الفصح.
ومن المتوقع أن يؤثر الطقس السيّئ الجديد أيضاً على المقاطعات المجاورة على غرار فري ستايت والكاب الشرقية.