جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن القمة العربية-الإسلامية غير العادية التي دعت إليها وترأستها السعودية لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة ولبنان.
وطالب بيان القمة "مجلس الأمن الدولي بقرار مُلزم لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى قطاع غزة"، وأشادت بـ"جهود مصر وقطر بالتعاون مع الولايات المتحدة لإنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة"، وحمَّلت "إسرائيل مسؤولية تراجعها عن الاتفاقات".
وأشار البيان إلى العمل على حشد الدعم لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة والكيانات التابعة لها، وطالب الدول كافة بحظر تصدير أو نقل الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، كما طالب مجلس الأمن باتخاذ قرار "يُلزم إسرائيل بوقف سياساتها غير القانونية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة".
وشدد على حق اللاجئين في العودة والتعويض بموجب قرارات الشرعية الدولية، والتصدي لأي محاولات لإنكار أو تقويض هذه الحقوق، وعلى أن القضية الفلسطينية، "شأنها شأن كل القضايا العادلة للشعوب التي تناضل من أجل الخلاص من الاحتلال ونيل حقوقها".
ولفت البيان إلى أن القدس خط أحمر بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية، وأكد "تكاتف الدول المجتمعة المطلق في حماية الهوية العربية والإسلامية للقدس الشرقية المحتلة، وفي الدفاع عن حرمة الأماكن الإسلامية والمسيحية والمقدسة فيها".
ودعا المحكمة الجنائية الدولية إلى سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين لارتكابهم "جرائم" ضد الشعب الفلسطيني، داعياً إلى تصنيف المستوطنين الإسرائيليين والحركات اليهودية الاستيطانية مجموعات وتنظيمات "إرهابية".
وطالب البيان الأطراف الدولية الفاعلة بإطلاق خطة محددة الخطوات والتوقيت لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود 1967، مقرراً العمل على حشد التأييد الدولي لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة عضواً كامل العضوية.
سيادة لبنان
وبخصوص الشأن اللبناني، أكد البيان "الدعم المطلق للجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها"، وأدان "بشدة العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان"، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ودعا البيان إلى الإسراع في انتخاب رئيس للبنان ودعم القوات المسلحة اللبنانية بوصفها الضامن لوحدته واستقراره، وأكد ضرورة حماية الملاحة في الممرات البحرية.
وانطلقت القمة العربية-الإسلامية، اليوم الاثنين، في الرياض، لبحث وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتأتي هذه القمة "امتداداً للقمة العربية-الإسلامية المشتركة التي عُقدت في الرياض في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023"، وفق بيان للخارجية السعودية، الأحد.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب "إبادة جماعية" على غزة أسفرت عن أكثر من 146 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها حزب الله، بدأت غداة شن إسرائيل حرب الإبادة على غزة، وسَّعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و189 قتيلاً و14 ألفاً و78 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق بيانات رسمية لبنانية، حتى مساء الأحد.