قتلى في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان.. وحزب الله يتصدى لقوات متوغلة
تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، منذ مساء أمس الخميس وحتى الجمعة، قصفاً حدودياً عنيفاً، تزامناً مع استمرار المواجهات البرية بين الجانبين.
تصاعد أعمدة الدخان من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت قرية الخيام في جنوب لبنان / صورة: AFP (AFP)

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، على منصة إكس اليوم الجمعة: "بعد التنبيهات التي جرى تفعيلها في خليج حيفا والجليل الأعلى والجليل الأوسط والجليل الغربي، رُصد نحو 15 عملية إطلاق من لبنان، وجرى اعتراض بعضها وسقط الآخر بمناطق مفتوحة".

وأوضح جيش الاحتلال أن "القوات الجوية اعترضت ليلاً طائرة مسيرة في المجال البحري أمام سواحل البلاد، دون وقوع إصابات"، مشيراً أيضا إلى دوي صفارات الإنذار بمدينة إيلات (جنوب)، بسبب "خطأ في التشخيص".

وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في منطقة رأس الناقورة بالشمال. وعقب ذلك، أعلن جيش الاحتلال اعتراض مسيَّرتين أُطلقتا من لبنان تجاه رأس الناقورة والجليل الغربي.

وقال جيش الاحتلال على منصة إكس: "جرى تفعيل الإنذارات الخاصة بإطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية خوفاً من سقوط شظايا الصواريخ الاعتراضية".

كما أشار إلى أنه رُصد إطلاق صاروخ واحد اجتاز الأراضي اللبنانية "سقط بمنطقة مفتوحة شمال البلاد، فيما لم تُفعَّل تنبيهات".

وقبل ذلك، دوت صفارات الإنذار في المستوطنات القريبة من حدود لبنان، ومنها زرعيت ومارغليوت، كما دوت صفارات الإنذار في شمال هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، حسب القناة 12 العبرية.

وفي سياق آخر، أعلنت هيئة البث العبرية "استئناف تزويد منطقة المطلة القريبة من الحدود اللبنانية بالكهرباء، بعد تضررها إثر إطلاق صواريخ من لبنان". ودوت صفارات الإنذار في المطلة عدة مرات، أمس الخميس، بسبب إطلاق صواريخ من لبنان.

مواجهات برية

من جهته، ذكر حزب الله في بيان اليوم الجمعة، أن مقاتليه قصفوا مستوطنة زوفولون (شمال) "بصلية ‏صاروخية كبيرة، دعماً لشعب فلسطين الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة ودفاعاً عن لبنان ‏وشعبه".

ووفق البيان، استهدف الحزب فجراً، بالصواريخ تجمعاً ‏لجنود إسرائيليين في محيط بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان. كما استهدف تجمعاً آخر لعسكريين عند محاولتهم إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في الاستهداف الأول ‏بصلية صاروخية أخرى.

وفي بيان آخر، قال حزب الله إن مقاتليه استهدفوا جنوداً إسرائيليين فجر الجمعة، إثر رصد تحركهم عند أطراف بلدة كفركلا في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية بقذائف المدفعية.

وأشار إلى أنه "وفق خطط ميدانية معدّة مسبقاً" تصدى مقاتلوه للقوات الإسرائيلية في محيط وداخل بعض القرى اللبنانية، عبر استهداف مسارات التقدم، واستدراج تلك القوات إلى بعض الكمائن المتقدمة داخل بعض القرى الحدودية.

ووفق بيان الحزب بلغت "حصيلة خسائر الجيش الإسرائيلي (خلال التوغل البري مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري) نحو 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح من ضباط وجنود جيش العدو".

وأضاف البيان أن الخسائر الإسرائيلية تضمنت أيضاً "تدمير 20 دبابة ميركافا، و4 جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، وإسقاط مسيّرتين من نوع هرمز 450".

قصف على لبنان

قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن المديرية العامة للدفاع المدني بوزارة الداخلية والبلديات، أعلنت عن مهام نفذتها عناصرها بمناطق متفرقة من البلاد استهدفها الطيران الإسرائيلي منذ مساء أمس الخميس حتى صباح اليوم الجمعة.

وبمحافظة النبطية (جنوب)، قالت المديرية إنه "على إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة الدوير، عمل عناصر الدفاع المدني على إخماد حريق منزل، وعملت فرق البحث والإنقاذ على سحب جثامين 4 شهداء من تحت الأنقاض".

وبمحافظة الجنوب، وعقب غارة استهدفت بلدة القليلة "تستمر فرق البحث والإنقاذ المتخصصة لدى المديرية العامة للدفاع المدني في العمل على رفع الأنقاض بحثاً عن مفقودين، تمكنت لغاية الآن من انتشال جثمانَي شهيدَين من بين الركام"، وفق الوكالة.

وفي محافظة بعلبك (شرق)، قالت المديرية إنه "على إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة تمنين ليلاً، عمل عناصر الدفاع المدني على إخماد حريق منزل".

وفي النبطية، أفادت وكالة الأنباء بأن الطيران الحربي الإسرائيلي "أغار قرابة الثامنة وعشر دقائق صباحاً (05:10 ت.غ)، على بلدة أنصار". كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة الثامنة صباحاً، غارة على حي داوود في بلدة الدوير.

وأوضحت الوكالة أنه جرى استهداف "مسيّرة معادية قرابة الرابعة فجراً، بصاروخ موجّه ببلدة كفررمان".

وفي قضاءي صور وبنت جبيل (جنوب) ذكرت الوكالة أن "العدو الإسرائيلي واصل اعتداءاته على مدن وقرى قضاءي صور وبنت جبيل من منتصف الليل الفائت وحتى صباح هذا اليوم، فاستهدف طيرانه الحربي والمسير مناطق دمر خلالها مباني وأحياء كاملة".

وأوضحت أن تلك الغارات استهدفت منطقة "الحوش وحي بنايات الرز (في بلدة العباسية) وبلدات رامية وبرعشيت ودبعال وحداثا وياطر".

وفي بلدة "مجدل سلم" بقضاء صور، شن الطيران الإسرائيلي غارات متتالية، أدت إلى تدمير مسجد البلدة القديم، وفق الوكالة.

وفجراً، استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدات عيتا الشعب ورامية والضهيرة والبستان ومارون ويارون، وأطراف مدينة بنت جبيل، بقصف عنيف استمر أكثر من نصف ساعة رافقه إطلاق نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه بلدتي مروحين وطربيخا.

وأوضحت الوكالة أنه "طوال الليل وحتى صباح اليوم، وعلى غير عادته حلق الطيران المعادي المسيّر فوق قرى محاذاة نهر الليطاني (جنوب) على مستوى منخفض جداً، كما أطلق العدو القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة".

وفي مرجعيون، قالت الوكالة إن أطراف بلدات مارون الراس ويارون تعرضت لقصف مدفعي متقطع، دون تفاصيل.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، نطاق الإبادة لتشمل جُل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالاً عن ألفين و412 قتيلاً و11 ألفاً و267 جريحاً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق بيانات رسمية لبنانية حتى مساء الخميس.

ويومياً يرد حزب الله بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، وفق مراقبين.

TRT عربي - وكالات