قتلى بغارات إسرائيلية على لبنان.. وحزب الله يستهدف الشمال بـ90 صاروخاً
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء الأربعاء، مقتل 16 شخصاً وإصابة 52 بجروح، في غارة إسرائيلية على مبنيي بلدية النبطية واتحاد بلدياتها جنوبي لبنان، بينما أفاد جيش الاحتلال برصده 90 صاروخاً أطلقت من لبنان تجاه شمالي إسرائيل.
تشييع جثامين لقتلى لبنانيين سقطوا إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة أيطو شمالي لبنان / صورة: AFP (AFP)

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان الأربعاء، أن "غارات العدو الإسرائيلي على لبنان أسفرت عن 17 شهيداً وإصابة 182 بجروح، لترتفع الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بدء العدوان حتى يوم أمس الثلاثاء إلى 2367 والجرحى إلى 11088".

وندّد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، عمران ريزا، في بيان الأربعاء، بـ"هجوم مدمر" على بلدية النبطية في جنوب لبنان خلال اجتماع لفريق الإغاثة، ما أسفر عن مقتل 16 شخصا بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وقال ريزا: "نشهد في لبنان عواقب جسيمة وشديدة على المدنيين والبنى التحتية المدنية بفعل الغارات الجوية الاسرائيلية"، مضيفا أنه "هذا الصباح، أسفر هجوم مدمر في النبطية، جنوب لبنان، عن مقتل المزيد من المدنيين والعاملين في السلطات المحلية، إذ تزامن الهجوم مع اجتماع مخصص لمناقشة الأزمة والاستجابة الإنسانية في مبنى البلدية".

وفي وقت سابق اليوم، أوردت وزارة الصحة اللبنانية، أن 8 أشخاص قتلوا وأصيب 54 بجروح، في غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدتي النبطية وقانا جنوبي لبنان.

وقالت الوزارة، في بيان: "الغارات المتتالية للعدو الإسرائيلي أمس (الثلاثاء) على بلدة قانا أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة 54 بجروح، ولا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة".

كما أفادت الوزارة في بيان منفصل أن "غارة العدو الإسرائيلي على مبنى بلدية النبطية واتحاد بلدياتها أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد خمسة أشخاص، وتستمر أعمال رفع الأنقاض".

وقالت محافظة النبطية، هويدا الترك، إن إحدى الغارات استهدفت مقري بلدية النبطية واتحاد بلدياتها، بينما كان رئيس البلدية أحمد كحيل مجتمعاً مع خلية الأزمة التي تتابع يومياً شؤون السكان، وفق الترك التي قالت: "استُشهد رئيس بلدية النبطية وأعضاء من فريق عمله"، مضيفة: "إنها مجزرة".

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح الأربعاء، "عدواناً جوياً عنيفاً على بلدة النبطية التحتا، إذ نفذ أكثر من 7 غارات على أحياء الدير والعقيدة والرويس"، حسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

كما شنت مقاتلات إسرائيلية، وفق الوكالة، سلسلة غارات على بلدات حانين وعيتا الشعب والقليلة وزبدين وكفرتبنيت وكفرجوز وعبا وجبشيت وشقرا وبرعشيت وكفرا وكفردونين ومجدل سلم وشوكين وعربصاليم وكفررمان ورومين جنوبي لبنان.

صواريخ حزب الله

وفي سياق متصل، رصد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر الأربعاء، إطلاق 30 صاروخاً من لبنان على منطقة الجليل الأعلى شمالي إسرائيل، ليرتفع الإجمالي إلى 90 صاروخاً منذ فجر اليوم.

وقال في منشور على منصة إكس: "بعد التنبيهات التي جرى تفعيلها في الجليل الأعلى والجليل الأوسط والجليل الغربي رُصد نحو 30 عملية إطلاق من الأراضي اللبنانية"، ولفت إلى "اعتراض معظمها، وجرى الكشف عن سقوط بعضها في مناطق مفتوحة".

من جهته، قال جهاز الإسعاف الإسرائيلي (نجمة داود الحمراء)، في منشور على منصة إكس، إنه بعد الإنذارات، توجه عناصره إلى منطقة الجليل الأعلى "وعثروا في أحد المواقع على جريحين يبلغان من العمر نحو 45 عاماً أصيبا بشظايا صواريخ بحالة طفيفة وجرى علاجهما ميدانياً".

بينما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجريحين كانا في بلدة مجد الكروم. وفي وقت سابق الأربعاء، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن الجيش "رصد إطلاق 5 صواريخ من لبنان سقطت في مناطق مفتوحة شمالي إسرائيل". وأضافت في حينه: "وفقاً لمعطيات الجيش الإسرائيلي فقد رُصد إطلاق 60 صاروخاً من لبنان على شمالي إسرائيل منذ ساعات الفجر".

والأربعاء، أعلن "حزب الله" في سلسلة بيانات، أنه قصف بدفعات صاروخية مدينة صفد ومستوطنة يفتاح ومربضي مدفعية في منطقتي دلتون وديشون شمالي إسرائيل، كما أعلن الحزب أن عناصره "استهدفوا دبابة ميركافا في محيط بلدة راميا (شمالي لبنان) بصاروخ موجه وأوقعوا طاقمها بين قتيل وجريح".

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالاً عن مقتل 2367 شخصاً وإصابة 11088، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق بيانات رسمية لبنانية حتى مساء الأربعاء.

ويومياً يرد "حزب الله" بصواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

​​​​​وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

TRT عربي - وكالات