وأفاد مصدر طبي بوصول جثمانَي فلسطينيين اثنين وعدد من الإصابات بعد انفجار جسم من مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الفاخورة بجباليا.
وقال شهود عيان إنّ "صاروخاً من مخلفات الجيش الإسرائيلي انفجر في منطقة (الشهداء الستة) بالفاخورة في جباليا، في أثناء عمليات التنظيف وإزالة ركام المنازل المدمَّرة"، وأشاروا إلى استشهاد وإصابة فلسطينيين جراء الانفجار.
وفي وسط قطاع غزة، أُصيب مُزارع فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم المغازي، وقال شهود عيان إنّ ثلاث غارات جوية إسرائيلية استهدفت أراضي زراعية شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، حذَّر لوك إيرفينغ، مدير دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأرض الفلسطينية المحتلة، خلال مؤتمر صحفي، من التهديدات التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة في غزة والضفة الغربية المحتلة.
ولا يوجد رقم دقيق لعدد الفلسطينيين الذين أُصيبوا أو لقوا مصرعهم بسبب مخلفات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي انفجرت خلال الأيام الماضية.
ويواصل فريق هندسة المتفجرات التابع لوزارة الداخلية في قطاع غزة منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، عمليات تحييد وإزالة المخلفات الحربية التي تركها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتُشكل المخلفات الحربية غير المنفجرة التي تركها جيش الاحتلال الإسرائيلي عقب الانسحاب من قطاع غزة، تحدياً للفلسطينيين الذين عادوا إلى تلك المناطق.
الاحتلال يقصف غزة
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، قصف مواقع في غزة، مدعياً أن صاروخاً أُطلق منها وسقط داخل القطاع.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان مقتضب نشره على منصة إكس: "هاجمنا قبل وقت قصير عدة مواقع إطلاق في المنطقة التي رُصد إطلاق صاروخ منها سقط في القطاع، في وقت سابق اليوم".
بدورها، ادّعت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن الهجوم "استهدف مواقع في خان يونس جنوبي قطاع غزة"، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان: "عملاً بتعليماتي، هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافاً تابعة لحماس رداً على محاولة الإطلاق الفاشلة تجاه إسرائيل".
وأضاف كاتس أن الرسالة إلى حماس واضحة: "حتى خلال وقف إطلاق النار، لن نسمح بأي تهديد للبلدات الإسرائيلية، ولن نتسامح، وسوف نرد بقوة على أي محاولة من جانب حماس لإيذاء مواطنينا"، على حد قوله.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، إنه "رصد إطلاق صاروخ من غزة سقط داخل القطاع".
تأتي هذه الادعاءات فيما تحاول تل أبيب التهرب من بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، لأسباب بينها أنها تنصّ على إنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة.
ويماطل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 فبراير/شباط الجاري.
وتتحدث وسائل إعلام عبرية عن أن نتنياهو وعد حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة لإقناعه بالبقاء في الائتلاف الحكومي، ومن ثم منع انهياره.
وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على إنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل من غزة.
كانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد انطلقت في 19 يناير/كانون الثاني 2025، وتشمل ثلاث مراحل، تمتد كل منها 42 يوماً، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام المرحلة الجارية.
وارتكبت إسرائيل بدعمٍ أمريكي، بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.