غزة.. جيش الاحتلال يقتحم مستشفى "كمال عدوان" وشهداء في نسف مبانٍ سكنية
في اليوم 448 على الإبادة الإسرائيلية ضد غزة، تشهد مناطق القطاع كافة قصفاً إسرائيلياً متواصلاً أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين، بينما يتعرّض الشمال على وجه الخصوص، لعمليات تطهير عرقي مستمرة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر.
جيش الاحتلال يفجّر روبوتات مفخخة في مبانٍ سكنية شرق مخيم جباليا / صورة: AA (AA)

وأفاد مصدر طبي، صباح اليوم الجمعة، باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، كما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلاً مأهولاً في شارع النديم في حي الزيتون جنوب شرقي غزة.

وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في بيان، إن طواقمه لم تتمكن من دخول المنطقة التي يوجد بها المنزل لخطورة الوضع هناك، محذراً من أن سكان المنزل يواجهون "خطر الموت" بسبب الرفض الإسرائيلي المسبق للتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل الدخول للمناطق الخطيرة وإجلاء المصابين والشهداء.

وأفاد شهود عيان بقصف إسرائيلي مدفعي استهدف المناطق الجنوبية من حي الزيتون تزامناً مع إطلاق آليات الاحتلال للنيران بشكل مكثف في المنطقة، مشيرين إلى اندلاع النيران في أحد المنازل بمحيط مسجد "الفاروق" بسبب القصف المدفعي.

أما جنوب مدينة غزة، فقال مصدر طبي في مستشفى المعمداني إن 3 فلسطينيين بينهم طفلان استشهدوا بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً في حي الصبرة.

اقتحام "كمال عدوان"

واقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، الذي يوجد بداخله نحو 350 شخصاً بينهم 75 مصاباً ومريضاً، بعدما أجبر الطواقم الطبية والمرضى ومرافقيهم على إخلائه والتوجه لساحته الخارجية.

وأفاد مصدر طبي أن الجيش أخضع الجرحى والمرضى بعد توجههم إلى الساحات الخارجية لعمليات تفتيش، وقال شهود عيان، إن جيش الاحتلال اقتاد "كادر مستشفى كمال عدوان من النساء والرجال والمرضى والفلسطينيين المقيمين في محيطه، إلى ساحة مدرسة الفاخورة القريبة".

وفي وقت سابق، قال مصدر طبي، إن جيش الاحتلال حاصر المستشفى وأمر مديره حسام أبو صفية والموجودين الخروج إلى الساحة الخارجية، وقد أمهلهم 15 دقيقة قبل اقتحام أقسام المستشفى.

وأوضح أن النيران اندلعت في قسم الأرشيف داخل المستشفى جراء قصف إسرائيلي استهدفه فجراً، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أحرق منازل في محيطه.

ويحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان منذ بدء العملية العسكرية في الشمال بالنيران عبر طائرات كواد كابتر، بينما كانت آلياته تتقدم في محيط المستشفى لتعاود التراجع بعد ساعات إلى أماكن تموضعها.

استمرار الإبادة بالشمال

وفي شمال القطاع، يواصل جيش الاحتلال إبادته وعمليات التطهير العرقي بحق الفلسطينيين المحاصرين منذ 80 يوماً، وأفاد شهود عيان بتفجير جيش الاحتلال لنحو 3 روبوتات مفخخة في مبانٍ بمحيط مستشفى العودة شرق مخيم جباليا.

وكانت إدارة مستشفى العودة قالت في بيان مساء أمس الخميس، إن مديرها محمد صالحة و6 من أفراد الطاقم الطبي أصيبوا جراء تفجير عدة روبوتات مفخخة في محيط المشفى فضلاً عن تعرّض أقسامه ومرافقه لأضرار كبيرة.

وقالت القناة 13 العبرية، إن أصداء الانفجارات جراء عمليات النسف شمالي قطاع غزة، سمعت في تل أبيب ومحيطها.

من جهته، قال مدير مستشفى كمال عدوان (شمال) حسام أبو صفية، في بيان: "هناك ما يقارب 50 شهيداً، بينهم 3 من العاملين بكادرنا الطبي، تحت أنقاض مبنى مقابل مستشفى كمال عدوان بمنطقة مشروع بيت لاهيا، بعد قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية له".

وأوضح أبو صفية، أن الضحايا من الكادر الطبي والعاملين بالمستشفى كانوا بالمبنى المستهدف لإقامتهم به مع عائلاتهم أو لأسباب أخرى.

وفي هجوم آخر، قال أبو صفية، إن جيش الاحتلال قتل مسعفين آخرين بمنطقة دوار زايد، التي تبعد بنحو 500 متر عن المستشفى، من دون توضيح طريقة استهدافهما.

وأوضح أن المسعفين الراحلين كانا في طريقهما للمستشفى عند استهدافهما، ولا يزال جثماناهما بالشارع، إذ لا يستطيع أحد الوصول إليهما.

وأفاد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، أمس الخميس، بأن "الجرائم (الإسرائيلية) تتركز في الأحياء السكنية والأبراج والمربعات السكنية بشكل واضح، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة".

وأضاف الثوابتة أن "عدد الضحايا بلغ على مدار 80 يوماً من العدوان المتواصل ضد محافظة شمال قطاع غزة أكثر من 4 آلاف و800 شهيد ومفقود، وأكثر من 12 ألفاً و500 مصاب، وأكثر من 1900 معتقل".

وأشار إلى أن "هذا العدوان الإسرائيلي المستمر يستهدف البشر والحجر، ويدمر البنية التحتية، ويقضي على مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمنازل والمرافق الحيوية".

وأدان "هذا التصعيد الإجرامي الذي يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية كافة، ويمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي يقف عاجزاً عن اتخاذ خطوات حقيقية وملموسة لوقف هذه المجازر المستمرة بحق المدنيين العزل".

واعتبر أن "الصمت الدولي والتقاعس عن تحمّل المسؤولية إزاء هذه الجرائم، أصبح دعماً ضمنياً للمحتل، وتشجيعاً له على مواصلة عدوانه".

TRT عربي - وكالات