وأقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه، في وقت تواصل فيه تل أبيب شن حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ أكثر من عام.
وقال نتنياهو، في بيان صادر عن مكتبه، إنه قرر إقالة غالانت، وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس محله، على أن يتولى رئيس حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر حقيبة الخارجية.
وقال غالانت في كلمة أمس الثلاثاء بعد عزله من منصبه: "التزامنا (هو) إعادة الرهائن، علينا فعل ذلك سريعاً، وهم أحياء"، مضيفاً "على الجميع أن يؤدي الخدمة في الجيش"، وذلك في إشارة الى اليهود المتدينين الذين كانوا معفيين من الخدمة الإلزامية الى أن أنهت المحكمة العليا هذا الإعفاء في حزيران/يونيو الماضي.
وأضاف غالانت أن قرار إقالته جاء بسبب الخلاف حول تجنيد اليهود الحريديم في جيش الاحتلال، مشدداً على عدم "تمرير قانون تمييزي وفاسد"، وأردف أن الخلاف الثاني مع نتنياهو كان حول قضية المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وتابع قائلاً: "خلافي الثالث مع نتنياهو الذي قاد لإقالتي ضرورة استخلاص العبر بعد إجراء تحقيق شامل في أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023) عبر لجنة رسمية".
واشنطن تشيد
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن يوآف غالانت، الذي أقاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من منصب وزير الدفاع أمس الثلاثاء، كان "شريكاً موثوقاً به"، وإنها ستواصل العمل من كثب مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر في بيان: "التزام أمريكا أمنَ إسرائيل لا يزال صارماً وستواصل وزارة الدفاع الأمريكية العمل من كثب مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل".
وفي السياق، أشادت الولايات المتحدة بوزير الدفاع الإسرائيلي المُقال يوآف غالانت بعدما أقاله نتنياهو، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنّ "الوزير غالانت كان شريكاً مهماً في كل المسائل المتعلقة بالدفاع عن إسرائيل. وباعتبارنا شركاء مقربين، سنواصل العمل بشكل تعاوني مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل".
وكان غالانت المسؤول الإسرائيلي الرئيسي عن التواصل مع الولايات المتحدة في العدوان المستمر منذ 13 شهراً على غزة والذي امتد إلى لبنان، وفضّل مسؤولون أمريكيون التعامل معه لابتعاده عن التوجهات الأيديولوجية لبعض أعضاء حكومة نتنياهو.
والاثنين الماضي، تحدّث وزير الخارجية أنتوني بلينكن هاتفياً مع يوآف غالانت للضغط من أجل السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعدما حدّدت واشنطن موعداً نهائياً الأسبوع المقبل لتحقيق مطلبها تحت طائلة قطع مساعدات عسكرية عن إسرائيل.
تحذير إسرائيلي
وحذّر الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، مساء الثلاثاء، من أيّ اضطراب سياسي في إسرائيل وذلك عقب إقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت.
وقال هرتسوغ في بيان إنّ "آخر ما تحتاج إليه دولة إسرائيل حالياً هو اضطراب وانقسام في خضمّ الحرب. أمن دولة إسرائيل يجب أن يكون فوق كل الاعتبارات"، مشدّداً على أنّ "دور القيادة هو التصرف بمسؤولية كبيرة في هذا الوقت".
وتأتي إقالة غالانت في وقت تتكثف فيه الضغوط الأمنية والسياسية على نتنياهو، تحت وطأة تحقيقين تجريهما الأجهزة الأمنية مع موظفين في مكتبه إثر تسريب وثائق سرية وتزوير بروتوكولات خاصة بالمناقشات الأمنية.
ودون إيضاحات، أرجع نتنياهو الإقالة إلى أن "أزمة الثقة التي حلت بيني وبين وزير الدفاع لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة".
ومنذ أشهر يرفض نتنياهو الاستجابة لدعوات المعارضة إلى رحيل حكومته وإجراء انتخابات مبكرة، على خلفية الإخفاقات العسكرية والمخابراتية منذ هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وسّعت إسرائيل نطاق الحرب لتشمل لبنان، كما تتبادل من حين إلى آخر ضربات جوية مع إيران وتشن غارات على اليمن وسوريا، وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية واسعة.