وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، استشهد أربعة فلسطينيين، بينهم امرأة وطفلة، إثر غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية وخيمة تؤوي نازحين، ونُقلت جثامين الشهداء والجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى.
وجنوب القطاع، استشهد مواطن وابنته بعد استهداف طائرات الاحتلال منزلهم بصواريخ في بلدة النصر شمال شرقي رفح، وجرى نقل الضحايا إلى مستشفى غزة الأوروبي.
واستهدفت طائرة مسيّرة مجموعة فلسطينيين، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة آخرين، في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، فيما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي هدم المنازل في جباليا ومحيط شارع الشيماء.
كما قصف الاحتلال مباني سكنية ومناطق أخرى في بيت لاهيا، مستهدفاً الطوابق العلوية لأحد الأبراج قرب مستشفى كمال عدوان، ما أدى إلى إصابات عديدة.
وتأتي هذه الغارات ضمن العمليات العسكرية المكثفة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، إذ يحاول السيطرة على شمال غزة وتحويله إلى منطقة عازلة، في ظل حصار يمنع دخول الإمدادات الإنسانية الأساسية.
أزمة إنسانية تتفاقم بشمال القطاع
في سياق متصل، نشرت "لويز ووتريدج"، مسؤولة الاتصال في وكالة "أونروا"، مشاهد تظهر حجم الدمار الذي لحق بشمال غزة نتيجة الهجمات المستمرة، ولفتت إلى أن الظروف المعيشية هناك غير إنسانية.
وأوضحت ووتريدج أن نحو 100 ألف شخص نزحوا من شمال غزة بسبب القصف المستمر منذ بداية الشهر الماضي، مشيرة إلى الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الفلسطينيون في تلك المناطق.
ووصفت ووتريدج الوضع في غزة بأنه "دوامة لا تنتهي من الألم"، مؤكدة أن بعض الجثث يُترك في الشوارع من دون دفن، وأن الكلاب تأكل جثث الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم في الهجمات الإسرائيلية وتركت جثثهم في الشوارع.
من جهة أخرى، اتهم "ليكس تاكينبرغ"، المسؤول السابق في "أونروا"، في تصريحات، إسرائيل بأنها تستهدف الوكالة جزءاً من خطة منهجية لمحو وجود الشعب الفلسطيني وتاريخه، مشيراً إلى أن الهجمات على الأونروا تؤثر بشكل مباشر في خدماتها الإنسانية التي تقدم الدعم للاجئين الفلسطينيين في المناطق المتضررة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 147 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.