وأظهرت مقاطع الفيديو ألسنة اللهب والدخان المتصاعد من عدة مواقع في ضاحية بيروت، ما أثار موجة من الذعر بين السكان، عقب تحذير هو الخامس من نوعه خلال 24 ساعة، بعدما نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي خرائط تحدد المباني المستهدفة.
وقال أدرعي، في منشور عبر منصة إكس، مستعيناً بخرائط عليها مبان جرى الإشارة إليها باللون الأحمر: "إلى جميع السكان الموجودين في منطقة الضاحية الجنوبية، وتحديداً في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في الغبيري".
وأضاف موجهاً رسالة للسكان: "أنتم موجودون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله، إذ سيعمل ضدها الجيش الإسرائيلي على المدى الزمني القريب". وتابع منذراً: "عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فوراً والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
في غضون ذلك قال شهود لرويترز إن غارة إسرائيلية استهدفت صباح اليوم الجمعة مبنى على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت بالقرب من حديقة مركزية بالمدينة، بعد نحو 50 دقيقة من صدور تحذير بإخلاء المنطقة المكتظة بالسكان التي تضمّ مباني سكنية وتجارية ومركزاً للشرطة.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن طيران الاحتلال الإسرائيلي شن غارة عنيفة بصاروخين على برج البراجنة، وبعد صدور إنذار الإخلاء الإسرائيلي، سُمع إطلاق نار قرب الضاحية لتحذير السكان وحضّهم على مغادرة المنطقة.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 مرات سكان مبان في المنطقة ذاتها إلى جانب مبان أخرى في حارة حريك وبرج البراجنة بالضاحية الجنوبية بالإخلاء قبل استهدافها، بالمزاعم ذاتها.
كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية منذ صباح الخميس، سلسلة غارات على مناطق الغبيري وحريك وبرج البراجنة والعمورسية والشويفات في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وإلى جانب الضاحية الجنوبية، امتدت الهجمات الإسرائيلية إلى بلدات عدة في منطقة البقاع، إذ استهدفت الغارات حي الشعب في بعلبك، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين بينهم أطفال ونساء، كما خلفت أكثر من 20 مصاباً نقلوا إلى مستشفيات المنطقة.
وتعرض مركز الدفاع المدني في دورس، قرب مدخل بعلبك، لهجوم مباشر أدى إلى مقتل 12 من أفراده، بما في ذلك رئيس المركز، كانوا قد لبوا نداءات الإغاثة لإسعاف المتضررين من الهجوم الأول على حي الشعب.
كما شهدت بلدات أخرى في البقاع، مثل طاريا وسرعين وشمسطار غارات استهدفت المنازل، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم أطفال ونساء.
وتأتي هذه الغارات وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل و"حزب الله"، إذ تؤشر كثافة الغارات وازدياد وتيرة التحذيرات إلى احتمال توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، ما يزيد من مخاطر اندلاع نزاع إقليمي أوسع.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو من 147 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالاً عن 3 آلاف و365 قتيلاً و14 ألفاً و344 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلاً عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق بيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الأربعاء.
ويومياً يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانباً من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيماً صارماً على معظم الخسائر، حسب مراقبين.