وأشار نتنياهو إلى أن الجيش سيعزز وجوده في محور فيلادلفيا، رغم تأكيد اتفاق التبادل الانسحاب التدريجي منه، ضمن المرحلة الأولى منه.
وفي كلمة مصورة قال نتنياهو: "سنعود إلى الحرب إذا تَطلَّب الأمر، وفي حال عودتها، سنعود بقوة وبطرق جديدة".
وادّعى أن الرئيسين الأمريكيين الحالي جو بايدن والمنتخب دونالد ترمب، "تَعهَّدا بدعم عودة إسرائيل للحرب في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من الصفقة".
وأردف نتنياهو: "اتفاق تبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية بغزة في مرحلته الأولى، يتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق نار".
ورغم تأكيد الاتفاق الانسحاب التدريجي منه، أشار نتنياهو إلى أنه "سيُعزَّز وجود قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة محور فيلادلفيا (جنوبي قطاع غزة)، ضمن إطار الاتفاق المبرم"، وفق ادعائه.
وتابع: "على عكس ما زُعم، سيُعزَّز الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ضمن إطار الاتفاق".
وقال نتنياهو إن حكومته "مصممة على تحقيق أهداف الحرب كافة، ومن بينها تدمير حركة حماس".
وأضاف: "خلال المفاوضات قررت الإصرار على عدة مبادئ: أولاً الاحتفاظ بالقدرة على استئناف القتال في حالة تقتضي الضرورة ذلك، وبدعم من الولايات المتحدة".
وتابع: "ثانياً زيادة عدد المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) الأحياء الذين سيُفرَج عنهم في المرحلة الأولى".
والمبدأ الثالث وفق نتنياهو، هو "البقاء في محور فيلادلفيا، وفي المنطقة الأمنية العازلة المحيطة بالقطاع، وتطويق غزة من النواحي كافة".
"ورابعاً عدم إعادة الإرهابيين القتلة (في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين المنْويّ الإفراج عنهم) إلى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) بل إلى غزة أو إلى خارج البلاد"، بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
تأتي كلمة نتنياهو عشية دخول اتفاق صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، الذي سيبدأ الأحد عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (6:30ت.غ) حيز التنفيذ، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
والخميس عمّم مكتب نتنياهو على وسائل الإعلام، بياناً منسوباً إلى "مسؤول سياسي كبير" يتعهَّد فيه بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا.
غير أن نصّ الاتفاق بين إسرائيل وحماس الذي أعلنت الدوحة الأربعاء التوصل إليه بوساطة قطرية-مصرية-أمريكية، وحصلت الأناضول على نسخة منه، يقول غير ذلك.
فوفقاً للنص، "يخفض الجانب الإسرائيلي القوات تدريجياً في منطقة الممر (محور فيلادلفيا) خلال المرحلة الأولى، وفقاً للخرائط المتفَق عليها والاتفاق بين الجانبين".
وأضاف: "بعد إطلاق سراح آخر رهينة من المرحلة الأولى في اليوم 42، تبدأ القوات الإسرائيلية انسحابها وتستكمله بما لا يتجاوز اليوم الخمسين".
ومساء الأربعاء أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، لافتاً إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
ووفق ما أعلنه بن عبد الرحمن، يتكون اتفاق وقف إطلاق النار بغزة من 3 مراحل، تنطلق الأولى منه ومدتها 42 يوماً، الأحد المقبل، وتتضمَّن الإفراج عن 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل عدد (لم يُعلَن على الفور) من الأسرى الفلسطينيين.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدّر وجود 98 أسيراً إسرائيلياً بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
أما المرحلتان الثانية والثالثة من الاتفاق، فيُتّفَق على تفاصليها في وقت لاحق.
وستعمل قطر ومصر والولايات المتحدة على ضمان تنفيذ الاتفاق، حيث ستكون آليات لمتابعة تنفيذه وأي خرق قد يحدث.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت الخارجية المصرية تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة ودخول المساعدات للقطاع وحركة الأفراد.
وبينما لم تذكر الخارجية المصرية أعضاء غرفة المتابعة للاتفاق، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة الجمعة، عن مصدر مصري مطّلع (لم تكشف هويته)، أن الغرفة تضمّ ممثلين لمصر وقطر والولايات المتحدة وفلسطين وإسرائيل.
يأتي التوصل إلى الاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلّفَت بدعم أمريكي نحو 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.