عشية اتفاق وقف إطلاق النار.. الصليب الأحمر يستعد لتنفيذ تبادل الأسرى بغزة
أعلنت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" السبت، أنها تستعد لتنفيذ "عملية دقيقة" تشمل تسهيل تبادل الأسرى والمحتجزين بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، إضافة إلى تكثيف جهود الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعلن استعدادها لـ"عملية دقيقة" تشمل تبادل أسرى وإغاثة غزة - أرشيفية / صورة: AA (AA)

يأتي ذلك عشية سريان المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة و تبادل الأسرى صباح الأحد، الذي أعلن الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) التوصل إليه الأربعاء الماضي.

وفي بيانها قالت اللجنة إنها "تُجري تحضيرات بناءً على ما اتفق عليه الأطراف (حماس وإسرائيل) لبدء تنفيذ عمليّة دقيقة تتضمن إطلاق سراح رهائن (الأسرى الإسرائيليين بغزة) ومعتقلين (فلسطينيين بإسرائيل) وتسهيل نقلهم، وتكثيف الاستجابة الإنسانية في القطاع".

وأوضحت أن تحضيراتها تشتمل على تفاصيل لوجستية خاصة بالنقل، وزيادة عدد فرقها، وتوزيع الإمدادات اللازمة، ورفع جهوزية الفرق ممن سيستقبلون الأسرى والمحتجزين الذين سيُطلَق سراحهم "وفقا لتخطيط أمني دقيق".

وأضافت أن هذه التحضيرات تجري "في ظل أجواء مشحونة بالعواطف لدى كثيرين".

وأكدت اللجنة أن تركيزها الأساسي ينصبّ "على إتمام تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بأكبر قدر ممكن من الأمان والكفاءة، حتى نشهد لمّ شمل الأسر، ووصول الدعم الإنساني بالغ الأهمية إلى المدنيين في غزة".

ووصفت اللجنة الأيام والأسابيع المقبلة بأنها "حاسمة" لجميع الأطراف المعنية.

لكن، وفقها، "ستظلّ الاحتياجات الإنسانية الهائلة قائمة (في القطاع) حتى بعد إتمام هذه العملية، ومن أجل تلبية هذه الاحتياجات، لا بد من الامتثال للالتزامات (الخاصة بمواصلة تقديم المساعدات)".

ويتكون اتفاق وقف النار بغزة وتبادل الأسرى من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوماً.

وتنطلق المرحلة الأولى للاتفاق عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت المحلي من يوم الأحد (6:30ت.غ).

وتشمل هذه المرحلة وقفاً مؤقتاً للعمليات العسكرية المتبادلة، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة بما فيها محور نتساريم إلى مناطق بمحاذاة الحدود.

كما تتضمن إعادة فتح معبر رفح في اليوم السابع، ودخول 600 شاحنة يومياً من المساعدات الإنسانية لغزة.

كذلك تتضمن هذه المرحلة الإفراج تدريجياً عن 33 إسرائيلياً محتجَزاً بغزة، سواء الأحياء وجثامين الأموات، مقابل أسرى فلسطينيين تتضارب التصريحات بشأن عددهم.

ويُعزى ذلك التضارب، على ما يبدو، إلى الغموض المحيط بوضع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة، من حيث عدد الأحياء والأموات بينهم، ما يؤثر مباشرة في تحديد أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرَج عنهم.

إذ أعلن رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، أن 1904 أسرى فلسطينيين سيُطلَق سراحهم بالمرحلة الأولى من الاتفاق، فيما تحدث رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قدورة فارس في تصريحات صحفية، عن 1737 أسيراً، والخارجية المصرية عن 1890 أسيراً، وموقع "واي نت" الإخباري العبري الخاص عن 1977 أسيراً.

وجرت العادة على أن تتولى "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" دوراً محورياً في عمليات تبادل ال أسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

ومن المقرر أن يشهد الأحد تبادل 3 من المحتجزين الإسرائيليين بغزة، مقابل نحو 90 فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.

وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التامّ، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجَزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.

أما المرحلة الثالثة فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى 3-5 سنوات، وتبادل الطرفين جثامين ورفات الموتى، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.

ويستمر تنفيذ جميع إجراءات المرحلة الأولى في المرحلة الثانية من الاتفاق، ما استمرت المفاوضات حول الشروط، مع بذل ضامني الاتفاق (مصر وقطر والولايات المتحدة) قصارى جهودهم من أجل ضمان استمرار المفاوضات غير المباشرة حتى يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة، خلّفَت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنّين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكّرتَي اعتقال بحقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

TRT عربي - وكالات