شهداء بقصف الاحتلال مناطق بغزة.. وكاتس يطالب بخطة لـ"هزيمة حماس"
ارتفع عدد الشهداء إلى 10 فلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة منذ صباح اليوم الجمعة، فيما توفي شخص متأثراً بإصابته قبل يومين جراء إمعان جيش الاحتلال بالإبادة الجماعية للشهر السادس عشر.
أقارب الفلسطينيين الذين استُشهدوا جراء الهجوم الإسرائيلي على مدينة خان يونس / صورة: AA (AA)

وفي أحدث استهدافات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمحافظة الوسطى، استُشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على مخيم البريج، وفق مصدر طبي من مستشفى شهداء الأقصى الحكومي.

وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف تجمعاً لمواطنين في "بلوك 9" شرق مخيم البريج، ما أسفر عن شهداء وجرحى.

وفي مخيم النصيرات، قال شهود عيان إن عدداً من الفلسطينيين أُصيبوا جراء إطلاق مسيرات إسرائيلية النار وقنابل على مدرسة تؤوي نازحين، غرب المخيم الجديد، وأشاروا إلى وجود مناشدات لطواقم الإسعاف بضرورة إجلاء الجرحى من داخل المدرسة التي تحاصرها المسيرات الإسرائيلية.

كما أُصيب فلسطينيون بقصف مدفعي استهدف منزلاً في المخيم الجديد بالنصيرات، فيما أُصيب آخر برصاص إسرائيلي في منطقة "المفتي" شمال المخيم، وفق بيان لإدارة مستشفى العودة الأهلي وسط القطاع.

ولفت شهود عيان إلى اشتعال النيران داخل مركبة قصفها جيش الاحتلال الإسرائيلي غرب المخيم الجديد دون وقوع إصابات.

وفي مدينة غزة، قال مصدر طبي من المستشفى المعمداني للأناضول، إن 4 فلسطينيين استُشهدوا وأُصيب آخرون في قصف شرق المدينة. فيما قال الدفاع المدني في غزة، في بيان، إن القصف استهدف مجموعة مواطنين قرب مفترق طرق الشجاعية شرقي غزة.

وفي منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، استُشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي على موقع (لم يجرِ ذكره)، وفق شهود عيان.

جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف أيضاً خيمة تؤوي نازحين غرب منطقة العطار في مواصي خان يونس، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات، حسب الشهود.

وفي وقت سابق الجمعة، أفاد مصدر طبي، باستشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين في قصف جوي إسرائيلي استهدف تجمعاً لمواطنين في خان يونس. وأضاف المصدر أن فلسطينياً توفي متأثراً بجراح أُصيب بها قبل يومين في قصف إسرائيلي على خيمة في "مواصي" خان يونس التي سبق وادعى الجيش أنها "آمنة".

وأطلقت آليات لجيش الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه خيام نازحين غرب مدينة رفح جنوب القطاع، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، وفق شهود عيان.

وفي شمال القطاع، قال شهود عيان إن الجيش واصل عمليات نسف مبانٍ سكنية في مناطق متفرقة بالمحافظة سُمع على أثرها دويُّ انفجارات ضخمة وسط استمرار عملية التطهير العرقي منذ أكثر من 3 أشهر.

كما قال شهود عيان إن آليات لجيش الاحتلال الإسرائيلي أطلقت نيرانها بكثافة صوب المناطق الشرقية من حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

برد قارس وخيام مهترئة

في سياق متصل، يواجه النازحون الفلسطينيون في قطاع غزة منذ ساعات الصباح الباكر بسبب البرودة القارسة، ظروفاً معيشية قاسية في خيام مصنوعة من النايلون والقماش، في ظل الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 16 شهراً.

النازح غازي أبو شعبان، أحد سكان مخيمات النزوح في دير البلح وسط القطاع، وصف الحال قائلاً: "في وقت الصباح والليل البرد قارس جداً، ولا نعلم ماذا نفعل سوى إشعال النيران لنحصل على القليل من الدفء".

وأضاف: "نخشى من منخفض جوي جديد كسابقه يُغرقنا بالمياه ويقتلع خيامنا البدائية"، وتابع أن "الأطفال يعانون بشكل كبير من البرد، في ظل نقص الفراش والغطاء ووسائل التدفئة".

من جانبه، عبّر النازح عيسى الحلاق عن قلقه الشديد من الأيام القادمة قائلاً: "نعيش منذ بداية الحرب في خيمة مهترئة، ونخشى من منخفض جديد في ظل انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير". وأضاف: "أطفالي يواجهون خطر الموت من البرد، ولا يمكننا إشعال النار طوال الوقت بسبب نقص الورق والخشب".

وفيات البرد

والأحد، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن "الطقس البارد وانعدام المأوى يتسببان في وفاة أطفال حديثي الولادة في غزة، فيما يفتقر 7 آلاف و700 طفل حديث الولادة إلى الرعاية المنقذة للحياة".

وفي ظل موجة البرد التي تضرب القطاع، قال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي، للأناضول، إن "110 آلاف خيمة أصبحت غير صالحة للاستخدام بعد تهالكها، من أصل 135 ألف خيمة، بنسبة 81 بالمئة من مجموع عدد خيام النازحين في غزة".

وأشار الثوابتة إلى أن "عدد الوفيات بين النازحين بسبب البرد والصقيع ارتفع إلى 8 حالات (بينهم 7 أطفال)، والعدد مرشح للزيادة في ظل الظروف المأساوية".

وأضاف: "النازحون، الذين دمر الاحتلال منازلهم، يعيشون في خيام منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة، فيما يهدد اقتراب المنخفضات الجوية وموجات الصقيع بمزيد من الوفيات والمعاناة".

وحذّر الثوابتة من خطورة استمرار الأوضاع المأساوية في ظل الهجمات الإسرائيلية التي دمرت المنازل والقطاعات الحيوية وشرّدت آلاف الفلسطينيين.

وخلال الأيام الماضية، ضرب قطاع غزة منخفض جوي أدى إلى اقتلاع آلاف الخيام وغرق عديد منها، ما فاقم معاناة النازحين الذين يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة جراء نقص إمدادات المياه والطعام.

"خطة لهزيمة حماس"

في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، إنه طلب من قيادة الجيش تقديم خطة لـ"هزيمة حماس" في قطاع غزة، إذا فشلت جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بحلول تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب منصبه.

وقال كاتس في بيان: "طلبت من الجيش الإسرائيلي أن يقدم لي خطة لهزيمة حماس الكاملة في غزة إذا لم تطلق سراح المختطفين بحلول الوقت الذي يتولى فيه الرئيس تراب منصبه" في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

وعلى مدى أشهر الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، حدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، 3 أهداف لحربه على القطاع: القضاء على حماس، وإطلاق سراح الأسرى، وتحقيق الأمن المطلق لتل أبيب.

والثلاثاء، قال غيورا إيلاند، مهندس "خطة الجنرالات" الإسرائيلية، رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، إن الضغط العسكري "نجح جزئياً في إضعاف القوة العسكرية لحماس، لكنه لم يكن كافياً لتحقيق الهدفين الرئيسيين: تحرير الأسرى وإنهاء حماس".

يأتي ذلك وسط استمرار جهود التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة، في ظل استمرار الاتهامات التي توجهها المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين إلى نتنياهو بعرقلة التوصل إلى أي اتفاق للحفاظ على منصبه.

واستكمل كاتس حديثه: "يجب أن لا ننجرّ إلى حرب استنزاف ضد حماس في غزة، فيما يبقى المختطفون في الأنفاق، ويخاطرون بحياتهم ومعاناتهم الشديدة".

وألمح كاتس إلى إمكانية قبول مقترح وزراء بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، الداعي إلى قطع المساعدات الإنسانية الدولية الضئيلة أصلاً عن الفلسطينيين في غزة.

وقال: "طلبت من الجيش الإشارة إلى النقاط التي قد تجعل من الصعب تنفيذ الخطة، بما في ذلك الموضوع الإنساني وقضايا أخرى، وترك الأمر للمستوى السياسي لاتخاذ القرارات اللازمة".

وأضاف: "شددت على أن الحل السياسي لغزة لا علاقة له بالخطة والنشاط المطلوبَين الآن، لأنه لن يتحمل أي طرف عربي أو غيره مسؤولية إدارة الحياة المدنية في غزة ما لم تُسحق حماس بشكل كامل"، وفق تعبيراته.

وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الثامن عشر. وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطني القطاع البالغ عددهم نحو 2.1 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمَّد في الغذاء والماء والدواء.

وبدعمٍ أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلَّفت أكثر من 155 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

TRT عربي - وكالات