رفض دولي لتصريحات ترمب بالسيطرة على غزة وترحيل الفلسطينيين
انتقدت عدة دول وشخصيات حول العالم تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس الثلاثاء، بشأن بسط السيطرة على قطاع غزة، وترحيل الفلسطينيين خارجه قسراً.
فلسطينيون عائدون إلى منازلهم في قطاع غزة مع دخول الهدنة حيز التنفيذ / صورة: AFP (AFP)

وقال السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور: "وطننا هو وطننا، وإذا دُمّر جزء منه (قطاع غزة) فإن الشعب الفلسطيني اختار العودة إليه، وأعتقد أن على القادة والناس احترام رغبة الشعب الفلسطيني".

ولفت منصور إلى أنه بالنسبة لأولئك الذين يريدون إرسال الفلسطينيين "إلى مكان سعيد وجميل دعوهم يعودون إلى منازلهم الأصلية داخل إسرائيل، توجد هناك أماكن جميلة، وسيكونون مسرورين بالعودة إلى هذه الأماكن".

بدورها أعلنت حركة حماس رفضها تصريحات ترمب بشأن تهجير الفلسطينيين في غزة، معتبرة أنها تصريحات عنصرية تعكس غياب المعايير الأخلاقية والإنسانية.

وذكرت الحركة أنه "بدلاً من محاسبة الاحتلال الصهيوني على جريمة الإبادة الجماعية والتهجير يُكافأ ولا يُعاقب"، مشددة على أن "المقاومة مستمرة حتى حصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله، وأن الإعمار ممكن مع بقاء أهالي غزة وعدم تهجيرهم كما يطرح اليمين الصهيوني".

من جانبه، قال أمين عام منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ عبر منصة إكس اليوم الأربعاء: "القيادة الفلسطينية تؤكد موقفها الثابت بأن حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمان للأمن والاستقرار والسلام". وأضاف أن "القيادة الفلسطينية تؤكد رفضها كل دعوات التهجير للشعب الفلسطيني من أرض وطنه. هنا ولدنا، وهنا عشنا، وهنا سنبقى. ونثمّن الموقف العربي الذي يلتزم هذه الثوابت".

أما عربياً، فقد أكدت الخارجية السعودية في بيان "أن موقف المملكة العربية السعودية من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وقد أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال".

وأضافت أن ولي العهد شدد على أن السعودية لن تتوقف عن عملها "الدؤوب" في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.

انتقادات دولية

من جهتها، أعربت الصين عن معارضتها التهجير القسري لسكان القطاع. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحفية دورية، إن بكين تأمل أن تعتبر الأطراف كلها وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع "فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استناداً إلى حل الدولتين".

وفي أستراليا، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي في مؤتمر صحفي: "موقف أستراليا صباح اليوم هو نفسه مثلما كان العام الماضي.. تدعم الحكومة الأسترالية حل الدولتين".

أما في الولايات المتحدة، قال عضو مجلس النواب الديمقراطي جيك أوشينكلوس لقناة "نيوز نيشن" التليفزيونية إن اقتراح ترمب "متهور وغير معقول"، مضيفاً أنه قد يُفسد المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

بدورها، قالت عضو مجلس النواب الديمقراطية والفلسطينية الأمريكية رشيدة طليب: "الفلسطينيون لن يذهبوا إلى أي مكان.. لا يستطيع هذا الرئيس إلا أن يبث هذا الهراء المتعصب بسبب الدعم الحزبي في الكونغرس لتمويل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. لقد حان الوقت لرفاقي في دعم حل الدولتين أن يُعلوا صوتهم".

كما شدد المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة بول أوبراين على أن "إبعاد جميع الفلسطينيين عن غزة يعادل تدميرهم بوصفهم شعباً. غزة هي موطنهم. والموت والدمار الذي حل بغزة نتيجة لقيام حكومة إسرائيل بقتل المدنيين بالآلاف، وغالباً بالقنابل الأمريكية".

ومساء أمس الثلاثاء، أفصح ترمب عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة، وذلك بعد وقت قصير من اقتراحه إعادة توطين دائم لفلسطينيي القطاع في دول أخرى.

وجاء تصريح ترمب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب مباحثات ثنائية في البيت الأبيض.

وقال ترمب: "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة".

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي، يروّج ترمب مخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوماً، ويجري خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

TRT عربي - وكالات