رغم الحصار.. "كمال عدوان" آخر المشافي الصامدة في وجه إبادة شمال غزة
في قلب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، يواصل مستشفى "كمال عدوان" العمل بإمكانات شبه معدومة رغم الحصار والهجمات الإسرائيلية المتكررة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جيش الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة / صورة: AA Archive (AA Archive)

المستشفى، الذي كان يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة، تعرض لعشرات الغارات والاقتحامات التي أسفرت عن أضرار واسعة وشهداء وجرحى من المرضى والطواقم الطبية.

يحمل المستشفى اسم أحد قادة الثورة الفلسطينية وأبرز رموز حركة "فتح"، ويشكل ملاذاً أخيراً لمرضى ومصابي الشمال الذين لم يجدوا بديلاً يقدم لهم الحد الأدنى من الخدمات الطبية والإنسانية.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية إن الاحتلال الإسرائيلي يقصف المستشفى بشكل مباشر ودون سابق إنذار، وأفاد بأن الاحتلال أبلغهم بإخلاء المستشفى خلال ساعات، محمّلاً العالم مسؤولية ما يحدث فيه.

وحذر المجلس الوطني الفلسطيني، اليوم الأحد، من مجزرة إسرائيلية في المستشفى شمال قطاع غزة، كما حدث في العديد من المستشفيات في القطاع.

وقال المجلس في بيان إن "استهداف إسرائيل للمستشفيات والمرضى والطواقم الطبية، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وبخاصة اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت الطبية في مناطق النزاع".

وأضاف أن "الهجوم على مستشفى الشهيد كمال عدوان في بيت لاهيا المحاصر منذ أكثر من 80 يوماً، هو إصرار على قتل المرضى والطواقم الطبية، وهو انتهاك مضاعف يخالف كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية".

وطالب المجلس، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية "بالتدخل الفوري لإنقاذ الجرحى والطواقم الطبية، الذين يستغيثون منذ أكثر من 80 يوماً وتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية".

ودعا إلى "محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على هذه الجرائم، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة والتطهير العرقي".

ومنذ هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على محافظة الشمال في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى للعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث يعامله الجيش كـ"هدف عسكري".

ورغم ذلك، واصل الكادر الطبي داخل المستشفى والمكون من طبيبين على الأكثر وعدد قليل من الممرضين أداء واجبهم الإنساني، كما رفضوا الانصياع لأوامر الجيش المتعددة بإخلاء مبانيه ومغادرة المحافظة رغم تواصل الجرائم بحقهم.

منذ بداية الحرب، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارات مكثفة على محيط المستشفى فضلاً عن نسفه مباني ومربعات سكنية بجواره ما يسفر عن أضرار في مبانيه بالإضافة إلى سقوط شهداء وجرحى داخل المشفى أو خارجه.

وقال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في بيان السبت، إن المستشفى يواجه أوضاعاً حرجة مع استمرار جيش الاحتلال في إطلاق النار حوله على مدار الساعة.

وتابع: "المنطقة تعرضت مجدداً للقصف يوم أمس الجمعة، حيث سقطت قذائف على الطابق الثالث وأبواب المستشفى، لحسن الحظ، لم تقع إصابات، لكن القصف أثار حالة من الذعر بين الجرحى والأطفال".

وأوضح أن "المستشفى يعاني من نقص حاد في الإمدادات الضرورية، حيث لم تُلبَّ احتياجات الصيانة لضمان استمرار الكهرباء والمياه والأكسجين، رغم الوعود التي لم تتحقق حتى الآن".

وأشار إلى أن الاحتلال يواصل منع دخول "المستلزمات الطبية والطواقم الصحية اللازمة، ما يفاقم الوضع الإنساني"، وحذر أبو صفية من أن "الطعام شحيح للغاية، ولا نستطيع توفير وجبات للجرحى ولا حتى للطاقم الطبي الذي يعمل على مدار الساعة".

وناشد المجتمع الدولي سرعة التدخل لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، بما يشمل الطعام والمستلزمات الطبية والأدوات الجراحية.

وختم قائلاً: "المستشفى يتعرض بشكل مستمر لإطلاق النار، مع نشاط مكثف للقناصة، ما يجعله يبدو كأنه هدف عسكري، جدرانه مليئة بالرصاص والقذائف، رغم أنه مستشفى صغير يقدم خدمات إنسانية فقط".

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

TRT عربي - وكالات