رداً على إرسال قوات كورية شمالية.. سيول لا تستبعد دعم كييف عسكرياً
أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، صباح اليوم الخميس، أنّ بلاده "لا تستبعد" إمكانية إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وذلك بعد مباحثات أجراها مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بشأن الرد المشترك على إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا.
رئيس كوريا الجنوبية في مؤتمر صحفي بسيول / صورة: AFP (AFP)

وقال يول في مؤتمر صحفي في سيول "الآن، اعتماداً على مستوى ضلوع كوريا الشمالية، سنعدّل تدريجياً استراتيجيتنا للدعم على مراحل".

وأوضح: "هذا الأمر يعني أنّنا لا نستبعد إمكانية إرسال أسلحة إلى أوكرانيا بصورة مباشرة".

وكانت الحكومة الكورية الجنوبية أعلنت أنّها تدرس فعلياً إمكانية إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، رغم أن هذه الخطورة تتعارض مع سياسة لطالما اتّبعتها سيول، وتقضي بعدم تصدير أسلحة إلى أيّ بلد يشهد حرباً.

وشدد الرئيس الكوري الجنوبي على أنّه "إذا انخرطنا في دعم على مستوى التسليح، فستكون الأولوية للأسلحة الدفاعية".

وأمس الأربعاء، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في منشور على منصة إكس، إنه ناقش مجدداً في اتصال هاتفي مع رئيس كوريا الجنوبية، قضية إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا.

ووصف روته هذا الإجراء بأنه "نقطة تحول للأمن الدولي"، مضيفاً: "نعمل على تعزيز العلاقات مع شركائنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة هذه التهديدات معاً".

في السياق ذاته، ذكرت وكالة يونهاب الكورية أن يون أشار إلى ترتيب زيارة لممثل خاص أوكراني إلى كوريا الجنوبية، متعهداً بالحفاظ على اتصالات وثيقة مع الناتو.

وأشارت الوكالة إلى أن روته أعرب عن توقعاته بأن تخوض القوات الكورية الشمالية حرباً ضد أوكرانيا في غضون أيام قليلة، مؤكداً "أهمية تعزيز التضامن بين الدول ذات التفكير المماثل في مواجهة الأزمة الأمنية غير المسبوقة التي سيسببها هذا التطور".

وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين أمريكي وأوكراني، إن قوات من كوريا الشمالية خاضت اشتباكات ضد قوات أوكرانية تقاتل في منطقة كورسك الروسية.

وقال المسؤول الأوكراني إن الاشتباك كان محدوداً، مرجحاً أنه كان يهدف إلى "استكشاف الخطوط الأوكرانية بحثاً عن نقاط ضعف".

وأضاف أن القوات الكورية الشمالية قاتلت "جنباً إلى جنب مع لواء روسي"، وفق ما ورد بالصحيفة.

وأمس الأربعاء، صدّق مجلس الاتحاد الروسي، على معاهدة الدفاع المشترك مع كوريا الشمالية. وكانت المعاهدة قد أبرمت خلال زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغ يانغ في يونيو/حزيران الماضي، وتنصّ على أن يقدّم أحد الطرفين "مساعدة عسكرية فورية" للطرف الآخر في حال تعرّض الأخير لهجوم.

وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه تلقى معلومات تفيد بأن روسيا ستنشر قوات كورية شمالية في منطقة كورسك بدءاً من 27-28 أكتوبر/تشرين الأول.

وفي اليوم نفسه، تحدث البيت الأبيض الأمريكي في بيان، عن إحضار أكثر من 3 آلاف جندي كوري شمالي إلى روسيا للقتال ضد أوكرانيا، وأن بعض هؤلاء الجنود ربما نُشروا في منطقة كورسك.

وفي 6 أغسطس/آب الماضي، أطلقت أوكرانيا عملية واسعة النطاق على منطقة كورسك الحدودية في روسيا، أسفرت عن اندلاع اشتباكات عنيفة متواصلة مع الجيش الروسي داخل أراضيه.

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه "تخلي" كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلاً" في شؤونها.

TRT عربي - وكالات