وحسب أخبار متفرقة نشرتها الوكالة، تركزت الخروقات الإسرائيلية للاتفاق، الأربعاء، في أقضية بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا بمحافظة النبطية (جنوب). وشملت الخروقات غارة بمسيّرة، وعمليات تفجير وإحراق لمنازل ومبان، وتمشيط بأسلحة رشاشة.
ففي قضاء بنت جبيل، نفذ جيش الاحتلال عمليات نسفاً وتفجيراً لمنازل ومبان ببلدة عيتا الشعب وأطراف بلدة حانين. وفي قضاء مرجعيون، واصلت القوات الإسرائيلية حرق ونسف المنازل في بلدة الطيبة، مع تنفيذ أعمال تمشيط بالأسلحة الرشاشة خلال التنقل بين أحياء البلدة.
وفجرت قوات الاحتلال منازل ومباني ببلدات كفركلا ومركبا ودير ميماس وميس الجبل وعند أطراف بلدة حولا. وأحرقت مستودعاً لشركة "JNE" في منطقة تل نحاس ببلدة برج الملوك، وشقة سكنية في المبنى ذاته.
وفي قضاء حاصبيا، شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على المنطقة بين وادي خنسة والمجيدية، دون معرفة ماذا استهدفت الغارة على الفور، وحصيلتها.
ونفذ الجيش اللبناني الأربعاء، انتشاراً إضافياً في 5 بلدات بمحافظة النبطية جنوب البلاد، عقب انسحاب جيش الاحتلال منها. ودعا الجيش المواطنين إلى "عدم الاقتراب من المناطق التي ينسحب منها العدو، والتزام تعليمات الوحدات العسكرية إلى حين انتهاء الانتشار بها".
ورغم كل هذه الانتهاكات، زعم وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، خلال لقاء مع منسقة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، التي تزور إسرائيل حالياً، أن تل أبيب "ملتزمة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وهي عازمة على مواصلة هذه العملية"، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.
ومع اقتراب انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وفق الاتفاق، قال ساعر، إن الانسحاب "يجب أن يجري وفقاً لاحتياجات إسرائيل الأمنية وبشكل تدريجي"، دون أن يوضح ما إذا كان يعني الإخلال بالمهلة المحددة لإتمام الخطوة من عدمه.
في سياق متصل، كشفت هيئة البث العبرية، مساء الأربعاء، عن إفادات للجيش الإسرائيلي تؤكد أنه لن يكمل انسحابه من جنوب لبنان خلال المهلة المحددة باتفاق وقف إطلاق النار والتي تنتهي بعد 72 ساعة.
وذكرت الهيئة الرسمية أن ممثلين عن الجيش عقدوا مؤخراً اجتماعاً مغلقاً مع أعضاء لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست، أكدوا خلاله أن الجيش "لن يتمكن من الانسحاب من كامل جنوب لبنان" خلال المهلة المحددة بالاتفاق. وأضافت الهيئة أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش اللواء أوري غوردين، عرض خلال الاجتماع الذي لم تذكر تاريخه "صورة قاتمة للغاية" للوضع على الحدود مع لبنان.
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفاً متبادلاً بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الفائت.
كما قالت قناة عبرية، مساء الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الإبقاء على 5 مواقع إسرائيلية بجنوب لبنان.
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله" ارتكبت إسرائيل حتى نهاية الثلاثاء 621 خرقاً للاتفاق، ما خلّف 38 قتيلاً و45 جريحاً، وفق إحصاء للأناضول استناداً إلى بيانات رسمية لبنانية.
ودفعت هذه الخروقات "حزب الله" إلى الرد، في 2 ديسمبر/كانون الأول 2024، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار، انسحاب إسرائيل تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و69 قتيلاً و16 ألفاً و670 جريحاً، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.