وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أمس الجمعة، إن "الاحتلال الإسرائيلي قبل 3 أيام من جولات المفاوضات، يرفض وقف إطلاق النار بشكل كامل، والانسحاب من غزة، ورفض تقديم تعريف واضح للانسحاب أو خرائط".
وأضاف حمدان: "عندما يتحدث الاحتلال عن الأسرى في كل مرة يغير معايير وأسماء الأسرى".
وأشار إلى أن حركة حماس أبدت مرونة خلال المفاوضات، وطرحت مبادرة شاملة تتضمن الاتفاق على وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل، وعملية تبادل الأسرى حزمة واحدة، لكن إسرائيل رفضت هذه المبادرة.
واتهم حمدان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمحاولة التخلص من ملف الأسرى عبر قتلهم، لتجنب تبعات ما قد تكشفه شهادات الأسرى عن الجرائم الإسرائيلية وظروف القصف المستمر.
وشدد حمدان على أن الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات الأخيرة، المكون من ممثلين عن الجيش والشاباك والموساد ومكتب نتنياهو، لم يقدم أي التزامات أساسية، مثل وقف إطلاق النار الكامل، وانسحاب كامل، أو جدول واضح للانسحاب، أو خرائط تحدد الانسحاب من قطاع غزة.
وقالت حماس، في بيان الأربعاء، إن "مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية المصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة"، مشيرة إلى أن "الاحتلال (الإسرائيلي) وضع قضايا وشروطاً جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجّل التوصل إلى الاتفاق الذي كان متاحاً".
اتهامات إسرائيلية لنتنياهو
وشارك الإعلام العبري حركة حماس اتهام الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، بعرقلة المفاوضات، فقد قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو هو من فرض على الفريق المفاوض محاولة التوصل إلى صفقة جزئية، بسبب تهديدات شركائه في الائتلاف الحكومي.
وأضافت القناة أن نتنياهو هو من يمنع صفقة متكاملة تعيد المحتجزين الإسرائيليين، وأن حماس لم تغير مطلقاً شروطها، وهي: انسحاب إسرائيلي من غزة ووقف إطلاق نار كامل وتحرير أسرى فلسطينيين وازنين.
في الأثناء، خرج مئات الإسرائيليين في مظاهرات احتجاجية بمدن حيفا والخضيرة وتل أبيب، لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بإكمال المسار التفاوضي لإعادة المحتجزين إلى بيوتهم.
ومن المتوقع أن تنتظم اليوم السبت أيضاً، عشرات المظاهرات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تضمن إعادة جميع الأسرى في أقرب وقت ممكن، وفق ما جاء في بيان لعائلات المحتجزين في القطاع.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون، بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها حال القبول بإنهاء تام للحرب على غزة.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمُسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.