حرائق الأسواق.. حيلة PKK الإرهابي لضرب اقتصاد شمال العراق وزعزعة استقراره
أكد باحثون في إقليم شمال العراق أن أعضاء تنظيم PKK الإرهابي، الذين أشعلوا مؤخراً الحرائق في عدد من أسواق كركوك وأربيل ودهوك، يستهدفون "عرقلة تنمية الإقليم"، بخلق جو من "عدم الاستقرار والخوف".
تنظيم PKK الإرهابي يشعل حرائق وتفجيرات طالت بازار قيصري في أربيل شمال العراق / صورة: AA (AA)

وأعلنت السلطات العراقية في الأول من يوليو/تموز الجاري، إلقاء القبض على 3 من تنظيم PKK الإرهابي، تسببوا في "حرائق وتفجيرات" بمدن أربيل وكركوك ودهوك، وأفادت بأنهم كانوا يخططون لـ"عمليات" أخرى بالعاصمة بغداد.

واعتبر الباحثون من إقليم شمال العراق أن الهجمات الأخيرة للتنظيم الإرهابي تستهدف هذه المرة اقتصاد الإقليم، بعدما كانت تستهدف قوات الأمن التابعة لحكومته والمدنيين في المنطقة.

محاولة ضرب الاستقرار

وربط الباحث والكاتب جمال عبد الله تمتع حكومة إقليم شمال العراق "بعلاقات جيدة مع تركيا" بمحاولة تنظيم (PKK) الإرهابي ضرب الاستقرار في أربيل، لافتاً إلى أن التنظيم الإرهابي أحرق القرى والمستشفيات والمدارس، كما قتل المعلمين واختطف النساء في الماضي.

وقال عبد الله إن "إحراق الأسواق أرهب المدنيين، وهذا هو الإرهاب"، لافتاً إلى أن استقرار حكومة إقليم شمال العراق "لا يناسب التنظيم الإرهابي"، واعتبر أن PKK يريد فرض وجوده على المنطقة، وتابع: "انظروا إلى سوريا، وفي الأماكن التي يفرض فيها نفسه، يهرب الناس خوفاً وهلعاً".

وفي سياق متصل، وصف عبد الله مستوى العلاقات بين تنظيم PKK الإرهابي وتنظيم KYB بأنها "وصلت إلى مستوى عالٍ جدّاً"، مستدركاً: "يدعي الأخير أنه لا علاقة له بمنفذي الحرائق، إذن لماذا لم يقل بهذا التصريح قبل بضعة أشهر؟".

تقويض تنمية شمال العراق

من جانب آخر، أشار الصحفي والكاتب سرباز صالح إلى أن تنظيم PKK الإرهابي يمكنه شن هذه العمليات الإرهابية، لأن مساحته في المنطقة "محدودة"، مشيراً إلى أن "التنظيم يخلق مشكلات لحكومة إقليم شمال العراق، ويريد استفزاز الناس ضد الحكومة بهذه الهجمات".

وأكد أنه كانت الضغوط الاقتصادية كبيرة على حكومة شمال العراق خلال فترة حرائق الأسواق، مبيناً أن هجمات التنظيم الإرهابي تهدف إلى "تعميق هذه المشكلات".

وأضاف: "اختار التنظيم الإرهابي على وجه التحديد سوق قيصرية (في أربيل) لإشعال النار، لأنه مكان ذو أهمية تاريخية كبيرة وسيحدث مزيداً من الضجة"، منبهاً إلى أن الهدف من الهجمات الإرهابية "خلق جو لا يستطيع الأجانب البقاء فيه".

وفي 1 يوليو/تموز الجاري، قال متحدث وزارة الداخلية العراقية مقداد ميري الموسوي، في بيان، إن منفذي الحرائق الأخيرة في خان قيردار بكركوك، وسوق قيصرية بأربيل، وفي دهوك، هم أعضاء في تنظيم PKK الإرهابي، موضحاً أن المعتقلين "اعترفوا بأنهم كانوا يخططون لإشعال الحرائق في مناطق أخرى".

وأوضح ميري في تصريحات صحفية، آنذاك، أنه "في عام 2022 حصل حريق في كركوك وثانِ في دهوك، وثالث في أربيل، وتبين أن المجرمين تابعون لـPKK الإرهابي، وجرائمهم صعب كشفها، إذ صنعوا عجينة ووضعوها بالأسواق وهي لا تشتعل مباشرة وإنما بعد ساعات"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

وأضاف أن "هؤلاء تسببوا في استهداف اقتصاد كامل لثلاث محافظات، ما أوقع خسائر بملايين الدولارات"، وتابع: "بالتنسيق مع الإقليم، جرى التوصل إلى خيوط الجريمة والمتهمين وبعملية نوعية أُلقي القبض عليهم".

وأشار ميري إلى أن "الجهة الداعمة للمجرمين هي تنظيم PKK المحظور، الذي غايته ضرب المصالح التجارية لإحدى الدول المجاورة (دون ذكرها)"، لافتاً إلى أن "حجم الخسائر التي تسببوا فيها (في 2022) تُقدَّر بـ300 مليون دولار".

TRT عربي - وكالات